لماذا كنى الله أبا لهب ؟؟
هناك معلومة تقول: بأن الكنية تكرمة، وقد قال الشاعر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوأة اللقب
وهذا لا يعني أن اللقب سوأة على الإطلاق، وقد لقب أبو بكر بالصديق والعتيق ولم يكن هذا اللقب سوأة له.
قال ابن حجر في فتح الباري:
"قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلا بأنه سيعيش حتى يولد له، وللأمن من التلقيب، لأن الغالب أن من يذكر شخصا فيعظمه أن لا يذكره باسمه الخاص به فإذا كانت له كنية أمن من تلقيبه، ولهذا قال قائلهم: بادروا أبناءكم بالكنى قبل أن تغلب عليها الألقاب، وقالوا: الكنية للعرب كاللقب للعجم، ومن ثم كره للشخص أن يكني نفسه إلا إن قصد التعريف".
وقال الزمخشري في الكشاف عند قوله تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب ):
"فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟
قلت: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفاً بأحدهما، ولذلك تجري الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء، وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب»، كما قيل: علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع، ولفليتة بن قاسم أمير مكة ابنان، أحدهما: عبد الله - بالجرّ، والآخر عبد الله بالنصب. كان بمكة رجل يقال له: عبد الله - بجرّة الدال، لا يعرف إلاّ هكذا.
والثاني: أنه كان اسمه عبد العزّى، فعدّل عنه إلى كنيته.
والثالث: أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى نار ذات لهب، وافقت حاله كنيته؛ فكان جديراً بأن يذكر بها. ويقال: أبو لهب، كما يقال: أبو الشر للشرير. وأبو الخير للخير، وكما كنى رسول الله أبا المهلب: أبا صفرة، بصفرة في وجهه. وقيل: كنى بذلك لتهلب وجنتيه وإشراقهما، فيجوز أن يذكر بذلك تهكماً به، وبافتخاره بذلك" اهـ
وأضاف أبو حيان سبباً آخر فقال:
"أو لأن الاسم أشرف من الكنية، فعدل إلى الأنقص؛ ولذلك ذكر الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم ولم يكنّ أحداً منهم".
وقد ذكره من قبل أبي حيان القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن:
" وإنما كناه الله بأبي لهب ـ عند العلماء ـ لمعان أربعة:
الأول: أنه كان اسمه عبد العزى، والعُزَّى: صنم، ولم يضف الله في كتابه العبودية إلى صنم.
الثاني: أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه؛ فصرح بها.
الثالث: أن الاسم أشرف من الكنية، فحطه الله عز وجل عن الأشرف إلى الأنقص؛ إذا لم يكن بُدٌّ من الإخبار عنه، ولذلك دعا الله تعالى الأنبياء بأسمائهم، ولم يَكْنِ عن أحد منهم.
ويدلك على شرف الاسم على الكنية: أن الله تعالى يُسَمَّى ولا يُكنَّى، وإن كان ذلك لظهوره وبيانه؛ واستحالة نسبة الكنية إليه، لتقدّسه عنها.
الرابع: أن الله تعالى أراد أن يحقق نسبته؛ بأن يدخله النار، فيكون أبا لها؛ تحقيقاً للنسب، وإمضاء للفأل والطيرة التي اختارها لنفسه. وقد قيل: اسمه كنيته. فكان أهله يسمونه (أبا لهب)، لتلهب وجهه وحسنه؛ فصرفهم الله عن أن يقولوا: أبو النُّور، وأبو الضياء، الذي هو المشترك بين المحبوب والمكروه، وأجرى على ألسنتهم أن يضيفوه إلى (لَهَبٍ) الذي هو مخصوص بالمكروه المذموم، وهو النار. ثم حقق ذلك بأن يجعلها مقرّه ".
هناك معلومة تقول: بأن الكنية تكرمة، وقد قال الشاعر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوأة اللقب
وهذا لا يعني أن اللقب سوأة على الإطلاق، وقد لقب أبو بكر بالصديق والعتيق ولم يكن هذا اللقب سوأة له.
قال ابن حجر في فتح الباري:
"قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلا بأنه سيعيش حتى يولد له، وللأمن من التلقيب، لأن الغالب أن من يذكر شخصا فيعظمه أن لا يذكره باسمه الخاص به فإذا كانت له كنية أمن من تلقيبه، ولهذا قال قائلهم: بادروا أبناءكم بالكنى قبل أن تغلب عليها الألقاب، وقالوا: الكنية للعرب كاللقب للعجم، ومن ثم كره للشخص أن يكني نفسه إلا إن قصد التعريف".
وقال الزمخشري في الكشاف عند قوله تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب ):
"فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟
قلت: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفاً بأحدهما، ولذلك تجري الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء، وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب»، كما قيل: علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع، ولفليتة بن قاسم أمير مكة ابنان، أحدهما: عبد الله - بالجرّ، والآخر عبد الله بالنصب. كان بمكة رجل يقال له: عبد الله - بجرّة الدال، لا يعرف إلاّ هكذا.
والثاني: أنه كان اسمه عبد العزّى، فعدّل عنه إلى كنيته.
والثالث: أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى نار ذات لهب، وافقت حاله كنيته؛ فكان جديراً بأن يذكر بها. ويقال: أبو لهب، كما يقال: أبو الشر للشرير. وأبو الخير للخير، وكما كنى رسول الله أبا المهلب: أبا صفرة، بصفرة في وجهه. وقيل: كنى بذلك لتهلب وجنتيه وإشراقهما، فيجوز أن يذكر بذلك تهكماً به، وبافتخاره بذلك" اهـ
وأضاف أبو حيان سبباً آخر فقال:
"أو لأن الاسم أشرف من الكنية، فعدل إلى الأنقص؛ ولذلك ذكر الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم ولم يكنّ أحداً منهم".
وقد ذكره من قبل أبي حيان القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن:
" وإنما كناه الله بأبي لهب ـ عند العلماء ـ لمعان أربعة:
الأول: أنه كان اسمه عبد العزى، والعُزَّى: صنم، ولم يضف الله في كتابه العبودية إلى صنم.
الثاني: أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه؛ فصرح بها.
الثالث: أن الاسم أشرف من الكنية، فحطه الله عز وجل عن الأشرف إلى الأنقص؛ إذا لم يكن بُدٌّ من الإخبار عنه، ولذلك دعا الله تعالى الأنبياء بأسمائهم، ولم يَكْنِ عن أحد منهم.
ويدلك على شرف الاسم على الكنية: أن الله تعالى يُسَمَّى ولا يُكنَّى، وإن كان ذلك لظهوره وبيانه؛ واستحالة نسبة الكنية إليه، لتقدّسه عنها.
الرابع: أن الله تعالى أراد أن يحقق نسبته؛ بأن يدخله النار، فيكون أبا لها؛ تحقيقاً للنسب، وإمضاء للفأل والطيرة التي اختارها لنفسه. وقد قيل: اسمه كنيته. فكان أهله يسمونه (أبا لهب)، لتلهب وجهه وحسنه؛ فصرفهم الله عن أن يقولوا: أبو النُّور، وأبو الضياء، الذي هو المشترك بين المحبوب والمكروه، وأجرى على ألسنتهم أن يضيفوه إلى (لَهَبٍ) الذي هو مخصوص بالمكروه المذموم، وهو النار. ثم حقق ذلك بأن يجعلها مقرّه ".