شرح وتحليل قصيدة المُشرَّد عبد الكريم الكرمي/ أبو سلمى
حياة الشاعر: ولد عبد الكريم الكرمي وكنيته" أبو سلمى" في مدينة طولكرم سنة 1907، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة
طولكرم الابتدائية، ومدرسة الظاهر الابتدائية في دمشق، ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدارس القدس، ثم التحق بمعهد
الحقوق الفلسطيني ، وحصل منه على اجازة في الحقوق، وحين وقعت النكبة عام 1948م، اضطر إلى اللجوء مع أسرته
إلى دمشق، وهناك عمل مدرسا للغة العربية ، ومشرفاً على البرامج الأدبية في الإذاعة السورية ، ولقب : "زيتونة فلسطين".
أهم دواوينه الشعرية: * المشرد، * اغنيات بلادي، * أغاني الأطفال، * من فلسطين ريشتي
من مؤلفاته النثرية: * كفاح عرب فلسطين.
مناسبة القصيدة: يعبر الشاعر عن النكبة التي وقعت عام 1948، حيث أحتل اليهود فلسطين وأقاموا على ترابها دولتهم،
وشرّدوا الشعب الفلسطيني في المنافي والدول المجاورة، بعد أن عذَّبوه وقتّلوه وسلبوا أرضه ومنازله ومقدساته ، وقد صوّر
الشاعر هذه المعاني أصدق تصوير، وفي الحادي عشر من تشرين الأول عام 1980 مات الشاعر ودفن في دمشق.
هل وفق الشاعر في اختيار عنوان قصيدته: " المُشرَّد " ولماذا؟
الشاعر في اختيار عنوان قصيدته: " المُشرَّد " بسبب:
1- أنه يعكس المضمون الذي تعبر عنه القصيدة والهدف الذي يسعه إليه.
2- كلمة " المُشرَّد" توحي بالحالة الإنسانية المأساوية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني من ناحية.
3- ومن ناحية أخرى كلمة " المُشرَّد" اسم مفعول مشتق من الفعل المتعدي " شرّد" اختارها الشاعر دون غيرها كالشارد
أو التشريد ليبيِّن لنا أن هجرة الفلسطنين من وطنهم كانت قسراً ، وبفعل قوة خارجية وليس حبا في الرحيل والابتعاد عن
الوطن.
الفكرة الأولى : تلاحم الشعب الفلسطيني في تحمل المصائب والخطوب الأبيات من "1-6"
1- يا أخي أنتَ معي في كلِّ دربٍ فاحملْ الجرحَ وسِرْ جنباً لجنبِ
شرح البيت: يدعو الشاعر أخاه الفلسطيني للسير متحدين يشد بعضهم بعضا في درب النضال ، وتحمل المصاب والخطوب
التي حلت بأبناء الشعب الفلسطيني .
الصورة الفنية :
* فاحملْ الجرحَ: صور النكبة بصورة الجرح النازف وصور الجرح بصورة ثقل يُحْل ، دلالة على شدة ما ألم بالفلسطنين.
لماذا افتتح الشاعر قصيدة بأسلوب النداء" يا أخي" ؟ أو ما المعنى الذي خرج إليه النداء بقوله:"يا أخي".
افتتح الشاعر قصيدة بأسلوب النداء" يا أخي" ليعبر عن التحسر والأسى الذي أصاب الشعب الفلسطيني.
ما المعنى البلاغي الذي خرج إليه الأمر في قول الشاعر:" فاحملْ" ؟
المعنى البلاغي الذي خرج إليه الأمر في قول الشاعر:" فاحملْ" الالتماس.
* استخدم الشاعر التصريع في مطلع القصيدة :" درب- جنب"
* استخدم الشاعر الأسلوب الخبري:" أنتَ معي في كلِّ دربٍ " ليعكس حالة الانكسار والأسى والاتحاد بين الفلسطينيين.
*****************************
2- نحنُ إن لم نحترق فكيف السّنا يملأُ الدُّنيا ويَهدي كُلُّ رَكْبِ
معاني الكلمات: السّنا : البرق أو الضياء * ركب: أصحاب الإبل في السفر وهم العشرة فما فوق.
شرح البيت: يدعو الشاعر لمواجهة ما يعانيه الفلسطنين بالثورة والاحتراق والتضحية بكل ما يملك لنيل الحرية كالشمعة التي تحترق لإضاءة وإنارة الطريق لغيرها.
التصوير الفني: نحنُ إن لم نحترق: حيث شبه المناضلين بشمعة تحترق لتضيء السبيل لغيرها ، فحذف المشبه به " الشمعة"
وذكر شيئا من لوازمه" تحترق" على سبيل الاستعارة المكنية.
*استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام:" فكيف السّنا" للتعجب.
* استخدم أسلوب الشرط: " إن لم نحترق فكيف السّنا " للإقناع.
* كيف: أسلوب استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم . * نوع الواو بقوله:" ويهدي: واو عطف تفيد الجمع والمشاركة.
***************************
3- سرْ معي في طُرق العُمْرِ وقلْ أينَ من يحمي الحِمى أو منْ يُلبّي؟
معاني الكلمات: الحمى: ما يُحمى ويدافع عنه .
شرح البيت: يخاطب الشاعر أخاه الفلسطيني طالبا منه أن يسير مع أبناء الشعب الفلسطيني متوحدين متماسكين للدفاع عن وطنهم السليب ، ويستبعد الشاعر متحسرا من خلال الاستفهام أن يكون هناك نصيرا يحمى الأوطان ويلبي نداء أهلها.
* استخدم الشاعر أسلوب الأمر: "سرْ معي في طُرق العُمْرِ وقلْ" يفيد الالتماس.
* استخدم أسلوب الاستفهام:" أينَ من يحمي الحِمى" يفيد الاستبعاد.
* استخدم الجناس الناقص في قوله:" يحمى، الحمى" للدلالة على التحسر لعدم وجود نصير للشعب الفلسطيني لاغناء
الموسيقا الداخلية ، وإثارة انتباه السامع.
* من : اسم موصول بمعنى الذي * يحمي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
* الحمى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.
*****************************
4- فَهنا الأيتامُ في أَدْمُعهمْ وهنا تهوي العَذارى مِثْلَ شُهْبِ
معاني الكلمات: تهوي: تسقط * شهب: النجوم الساطعة التي تتهاوى من السماء.
شرح البيت: يعبر الشاعر عن فئات الشعب الفلسطيني التي عانت التشرد والحزن والانكسار ، فاليتامى يبكون لما حلّ بهم من
موتٍ وتشرد، والفتيات العذارى هتكت أعراضهن فسقطت كالنجوم الساطعة التي تتهاوى من السماء ، دلالة على الضياع .
التصوير الفني: وهنا تهوي العَذارى مِثْلَ شُهْبِ: شبه الفتيات العذارى وقد هتكت أعراضها ، بالنجوم الساطعة التي تتهاوى
من السماء ، وهي توحي بالضياع والإذلال.
* استخدم الأسلوب الخبري: "فَهنا الأيتامُ، وهنا تهوي العَذارى " دلالة على الحزن والأسى والتحسر.
*تهوى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
*العذارى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
**************************
5- وشيوخٍ حَملوا أعوامهمْ مُثْقَلاتٍ بِشظايا كُلِّ خَطْبِ
معاني الكلمات: مثقلات: مليئة بالهموم شظايا:جمع شظية وهي الفلقة من العصا وغيرها * خطب: الأمر الشديد
شرح البيت: يتابع الشاعر لذكر فئات الشعب الفلسطيني التي تعاني من ظلم التشرد والحزن والانكسار فالشيوخ حملوا أعوامهم
المثقلة بالحزن والأسى دلالة على الظلم الذي يواجهونه من ظلم الاحتلال.
التصوير الفني: حَملوا أعوامهمْ : استعارة مكنية، شبه الأعوام بشيء ثقيل يُحْمَل، فحذف المشبه به" الشيء الثقيل" وأبقى
شيئا من لوازمه " يحمل" على سبيل الاستعارة المكنية.
* مُثْقَلاتٍ بِشظايا كُلِّ خَطْبِ: صور الخطوب"المصائب الشديدة" بصورة الشظايا التي تنقسم إلى أجزاء.
* استخدم الأسلوب الخبري: " وشيوخٍ حَملوا أعوامهمْ"، وهنا تهوي العَذارى " دلالة على الحزن والأسى والتحسر.
* نوع الواو في قوله:"وشيوخ" واو رُبَّ وهي حرف جر شبه زائد
*شيوخ: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه مبتدأ .
* محل الجملة الفعلية" حملوا" في محل رفع خبر للمبتدأ
* مثقلات: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الكسر بدل الفتح لأنه جمع مؤنث سالم.
* بشظايا: حرف الجر الباء يفيد الإلصاق.
*************************
6- هُمْ ضحايا الظُّلمِ هَلْ تَعْرِفُهمْ إنهمْ أهلي – على الدَّهر- وَصَحبي
شرح البيت: كل هذه الفئات من أبناء الشعب الفلسطيني " العذارى، والأيتام، والشيوخ" هم ضحايا ظلم الاحتلال، ويسأل
أخاه الفلسطيني الشريك معه في الحزن والتشرد ، هل تعرفهم ، ثم يقرر غنهم أهلي وصحبي طوال الدهر .
* استخدم الأسلوب الخبري: " هُمْ ضحايا الظُّلمِ " دلالة على الحزن والأسى والتحسر.
* استخدم أسلوب الاستفهام" هل تعرفهم" للتقرير والتأكيد.
***************************
الفكرة الثانية: مناجاة فلسطين والتعبير عن الشوق والحنين إلى ربوعه " الأبيات من 7-9"
7- يا فِلَسطينُ وكيف المُلتقى هلْ أرى بَعْدَ النَّوى أقدسَ تُرْبِ؟
معاني الكلمات: النَّوى: البعد
شرح البيت: يناجي الشاعر فلسطين معبرا عن حنينه وشوقه لترابها وربوعها متمنيا أن يرى ترابها المقدس بعد أن أبتعد عنها.
* استخدم أسلوب النداء: "يا فلسطين" وهو أسلوب إنشائي ، الذي يفيد التحسر.
* استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام:" وكيف الملتقي " الذي يفيد التمني .
* استخدم الشاعر الطباق في قوله:" الملتقى، والنوى" للدلالة على التمني بالعودة إلى فلسطين.
* فلسطين: منادى مبني على الضم في محل نصب .
* الملتقى: مصدر ميمي * أقدس : اسم تفضيل .
8- وأرى قلبي على شاطِئها ناشِراً أحلامَهُ العذراءَ قُرْبي
شرح البيت: يتمنى الشاعر أن ينعم قلبه بجمال شواطئ فلسطين وينشر أحلامه الجميلة قربه ،ويهنأ بحياة مليئة بالآمال
والأحلام دلالة على شدة شوقه وحنينه لوطنه
التصوير الفني: صور قلبه بصورة إنسان يجلس على شاطئ بلادة منعما بالحرية ينشر أحلامه بالقرب من الشاعر.
*أرى: من الأفعال التي تنصب مفعولين وهما :
* قلبي: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف
* ناشرا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
* أحلامه: مفعول به منصوب لاسم الفاعل " ناشرا" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
* العذراء: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
***************************
9- وَأرى السمراءَ تَلْهو بالهوى تَهَبُ النّورَ لِعيْنَيْ كُلِّ صَبِّ
معاني الكلمات: تهب: تعطي، تمنح صبِّ: العاشق ، المشتاق * السمراء: رمز لفلسطين
شرح البيت: يتمنى الشاعر أن يرى "السمراء" فلسطين تنعم بحب أهلها وتلهو بالحب والحرية، وتمنح النور لعيون المشتاقين لها من أبنائها الذين شردوا عنها مجبرين.
التصوير الفني: صور فلسطين بصورة الفتاة السمراء فحذف المشبه " فلسطين" وصرح بالمشبه به " السمراء" على سبيل
الاستعارة التصريحية.
**************************
الفكرة الثالثة: زرع الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني " الأبيات من 10-13"
10- أيها الباكي وَهَلْ يُجدي البُكا بعدما أصْبحتَ في كلِّ مَهبِّ
معاني الكلمات: يجدي : ينفع *كل مهب: كل اتجاه وناحية
شرح البيت: يخاطب الشاعر منْ يبكي على ضياع فلسطين بسؤال إنكاري قائلا بأن البكاء لا ينفع لمن أصبح وحيدا معذبا
في أرجاء المعمورة.
* استخدم الشاعر أسلوب النداء بقوله:" أيها الباكي" الذي يفيد التحسر والآسي.
* استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام بقوله:" وَهَلْ يُجدي البُكا" يفيد النفي.
* مهب : اسم مكان " أي مكان هبوب الرياح".
***************************
11- كَفْكِفِ الدَّمعَ وسِرْ في أُفقٍ حافلٍ بالأملِ الضَّاحكِ رَحْبِ
معاني الكلمات: كفكف الدمع: مسحه مرة بعد أخرى * رحب: واسع ، بعيد
شرح البيت: يخاطب الشاعر الإنسان الباكي على ضياع فلسطين قائلا: لأبد من أن تمسح دموعك، وأن تندفع نحو الحياة
المفعمة بالأمل والتفاؤل ، لأن الأمل والتفاؤل هما أساس الحياة.
* استخدم الشاعر أسلوب الأمر:" كفكف الدمع، وسر" الذي يفيد النصح والإرشاد.
* حافل: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة.
* التصوير الفني: حافل بالأمل الضاحك: صور الأمل بصورة إنسان ضاحك فحذف المشبه به ، وأبقى شيئا من لوازمه
"ضاحك" على سبيل الاستعارة المكنية.
* وسر: نوع الواو هي واو العطف التي تفيد الجمع والمشاركة.
***************************
12- نَنْثرُ الأنْجمَ في مَوكِبهِ مَوكبِ الحرِّيةِ الحمراءِ يُصبي
معاني الكلمات: يصبي: يميل إلى الجهل والفتوة.
شرح البيت: يعبر الشاعر عن التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني فداء للوطن، وأن دماء الشهداء والجرحى
هي التي تضيء له سبيل الحرية والاستقلال.
التصوير الفني: ننثر الأنجم: استعارة تصريحية: حيث شبه الشهداء الذين يضيئون طريق الحرية بدمائهم بصورة الأنجم التي
تضيء الطريق ، وحذف المشبه " الشهداء" وصرح بالمشبه به، وهذه الصورة توحي بكثرة الشهداء وعلو منزلتهم.
* الحرية الحمراء: كناية عن كثرة التضحيات، وتوحي بأهمية التضحية في نيل الحرية.
***********************
13- يا أخي ما ضاع منّا وَطنٌ خالِدٌ نحملْهُ في كلِّ قلبِ
شرح البيت: يخاطب الشاعر أخاه محاولا أن يبث الأمل في نفسه قائلا له: بأن الوطن الذي يحمله الأبناء في قلوبهم لا يمكن أن يضيع مهما ابتعدوا عنه وشردوا في سبيله.
* استخدم الشاعر الطباق بين : ضاع وخالد .
***********************
وفق الشاعر في الفكرة الثالثة في رسم صورة للواقع والمستقبل ، وضِّح ذلك
يعكس هذا المقطع رؤية الشاعر للواقع والمستقبل ، حيث يرى أن الأمل والتفاؤل هما أساس الحياة والبقاء ، وأن الوطن
لن يضيع طالما ظل خالدا في نفوسنا وقلوبنا نحميه بأجسادنا ونفديه بأرواحنا
1- وفق الشاعر في استخدام الكلمات القوية المعبرة التي تزرع الأمل في النفوس مثل: " كفكف الدمع، وهل يجدي البكا
سر، الأمل الضّاحك، الأنجم ، ما ضاع منا وطن.
2- وفق في تنوع الأساليب بين الخبرية والإنشائية بما يتوافق مع الناحية الشعورية.
3- استخدام الصور الخيالية الجميلة في قوله:" ننثر الأنجم " والكناية في قوله: " للحرية الحمراء" والمحسنات البديعية
كالطباق بين ضاع و خالد.
***************************
العاطفة: تبدو عاطفة الشاعر صادقة " علل ذلك"
اتسمت العاطفة بالصدق في تصوير النكبة وأثرها على حياة الفلسطيني وخاصة أنه عاش هذه التجربة، وشاهد عن قرب
آثارها المدمرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما اكتوى الشاعر بنار التشرد الذي أصاب شعبه.
الخصائص الأسلوبية :
أولا: اللغة والأسلوب:
1- الألفاظ والتراكيب: أ- الشاعر في اختيار عنوان قصيدته: " المُشرَّد " بسبب: أنه يعكس المضمون الذي تعبر عنه القصيدة
ب- جاءت الألفاظ سهلة واضحة قريبة من لغة الحياة ، اختارها الشاعر من معجم مأساوي يفيض بمعاني البؤس والظلم:
"الجرح ، نحترق، الأيتام، أدمعهم، شظايا، ضحايا، الظلم، الحرية الحمراء، البكا،، ضاع"
2- الأساليب الخبرية والإنشائية: أ- نوع الشاعر بين الأساليب الخبرية والإنشائية "علل ذلك"
لتناسب مع التدفق الشعوري والانفعالي الذي يتماوج داخله بين الهدوء والثوران، فقد افتتح القصيدة بأسلوب نداء يفيد
التحسر والأسى ، ويعقبه بأساليب إنشائية أخرى تسهم غب علو نبرة التوتر والانفعال ، ثم بأساليب خبرية تقريرية
تعكس حالة الانكسار ر والأسى.
ب- يعبر الشاعر عن تجربة شعورية صادقة ، عاشها بذاته ، ومع شعبه أثناء النكبة وبعد وقوعها فجمع في تجربته بين
البعدين الذاتي والإنساني مستخدما الضمائر ، فضمائر المتكلم مثل:" يا أخي، معي، أهلي، أرى، قلبي، قربي"
وتجلت ضمائر المتكلمين والمخاطبين والغائبين في قوله:" نحن، نحترق، حملوا أعوامهم، تعرفهم، تاريخكم"
علل : نوع الشاعر في استخدام الضمائر .
للتأثير في نفس المتلقي وجعله أكثر تعاطفا معه في قضيته ومأساته.
4- المحسنات البديعية: جاءت المحسنات البديعية قليلة وغير متكلفة:
أ- الطباق في قوله:" الملتقى والنوى" ب- الجناس الناقص في قوله:" يحمي، الحمى" ج- التصريح في مطلع القصيدة في قوله " درب، لجنب"
ثانيا: التصوير الفني:
استخدم الشاعر الصور الشعرية الجزئية بشكل مكثف ، تاركا لخياله العنان في رسم أبعادها ومكوناتها، لتسهم في
في تصوير أحاسيسه الدفينة وتبرزها بصورة تجعل المتلقي أكثر انفعالا وتوصلا مع تجربته الشعورية التي يعبر عنها
نوع الشاعر في صوره من تشبيه واستعارة وكناية ومن التشبيهات: تهوي العذارى مثل شهب" ومن الاستعارة المكنية
بقوله:"إن لم نحترق" وقوله:" حملوا أعوامهم" ومن الاستعارة التصريحية قوله:" نثر الأنجم" والكناية في قوله:
" الحرية الحمراء"
ثالثا: الموسيقا:
1- بنى الشاعر قصيدته على نظام البيت التقليدي بشطريه المتساويين
2- جاءت القصيدة على بحر الرمل " فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن"
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
حياة الشاعر: ولد عبد الكريم الكرمي وكنيته" أبو سلمى" في مدينة طولكرم سنة 1907، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة
طولكرم الابتدائية، ومدرسة الظاهر الابتدائية في دمشق، ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدارس القدس، ثم التحق بمعهد
الحقوق الفلسطيني ، وحصل منه على اجازة في الحقوق، وحين وقعت النكبة عام 1948م، اضطر إلى اللجوء مع أسرته
إلى دمشق، وهناك عمل مدرسا للغة العربية ، ومشرفاً على البرامج الأدبية في الإذاعة السورية ، ولقب : "زيتونة فلسطين".
أهم دواوينه الشعرية: * المشرد، * اغنيات بلادي، * أغاني الأطفال، * من فلسطين ريشتي
من مؤلفاته النثرية: * كفاح عرب فلسطين.
مناسبة القصيدة: يعبر الشاعر عن النكبة التي وقعت عام 1948، حيث أحتل اليهود فلسطين وأقاموا على ترابها دولتهم،
وشرّدوا الشعب الفلسطيني في المنافي والدول المجاورة، بعد أن عذَّبوه وقتّلوه وسلبوا أرضه ومنازله ومقدساته ، وقد صوّر
الشاعر هذه المعاني أصدق تصوير، وفي الحادي عشر من تشرين الأول عام 1980 مات الشاعر ودفن في دمشق.
هل وفق الشاعر في اختيار عنوان قصيدته: " المُشرَّد " ولماذا؟
الشاعر في اختيار عنوان قصيدته: " المُشرَّد " بسبب:
1- أنه يعكس المضمون الذي تعبر عنه القصيدة والهدف الذي يسعه إليه.
2- كلمة " المُشرَّد" توحي بالحالة الإنسانية المأساوية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني من ناحية.
3- ومن ناحية أخرى كلمة " المُشرَّد" اسم مفعول مشتق من الفعل المتعدي " شرّد" اختارها الشاعر دون غيرها كالشارد
أو التشريد ليبيِّن لنا أن هجرة الفلسطنين من وطنهم كانت قسراً ، وبفعل قوة خارجية وليس حبا في الرحيل والابتعاد عن
الوطن.
الفكرة الأولى : تلاحم الشعب الفلسطيني في تحمل المصائب والخطوب الأبيات من "1-6"
1- يا أخي أنتَ معي في كلِّ دربٍ فاحملْ الجرحَ وسِرْ جنباً لجنبِ
شرح البيت: يدعو الشاعر أخاه الفلسطيني للسير متحدين يشد بعضهم بعضا في درب النضال ، وتحمل المصاب والخطوب
التي حلت بأبناء الشعب الفلسطيني .
الصورة الفنية :
* فاحملْ الجرحَ: صور النكبة بصورة الجرح النازف وصور الجرح بصورة ثقل يُحْل ، دلالة على شدة ما ألم بالفلسطنين.
لماذا افتتح الشاعر قصيدة بأسلوب النداء" يا أخي" ؟ أو ما المعنى الذي خرج إليه النداء بقوله:"يا أخي".
افتتح الشاعر قصيدة بأسلوب النداء" يا أخي" ليعبر عن التحسر والأسى الذي أصاب الشعب الفلسطيني.
ما المعنى البلاغي الذي خرج إليه الأمر في قول الشاعر:" فاحملْ" ؟
المعنى البلاغي الذي خرج إليه الأمر في قول الشاعر:" فاحملْ" الالتماس.
* استخدم الشاعر التصريع في مطلع القصيدة :" درب- جنب"
* استخدم الشاعر الأسلوب الخبري:" أنتَ معي في كلِّ دربٍ " ليعكس حالة الانكسار والأسى والاتحاد بين الفلسطينيين.
*****************************
2- نحنُ إن لم نحترق فكيف السّنا يملأُ الدُّنيا ويَهدي كُلُّ رَكْبِ
معاني الكلمات: السّنا : البرق أو الضياء * ركب: أصحاب الإبل في السفر وهم العشرة فما فوق.
شرح البيت: يدعو الشاعر لمواجهة ما يعانيه الفلسطنين بالثورة والاحتراق والتضحية بكل ما يملك لنيل الحرية كالشمعة التي تحترق لإضاءة وإنارة الطريق لغيرها.
التصوير الفني: نحنُ إن لم نحترق: حيث شبه المناضلين بشمعة تحترق لتضيء السبيل لغيرها ، فحذف المشبه به " الشمعة"
وذكر شيئا من لوازمه" تحترق" على سبيل الاستعارة المكنية.
*استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام:" فكيف السّنا" للتعجب.
* استخدم أسلوب الشرط: " إن لم نحترق فكيف السّنا " للإقناع.
* كيف: أسلوب استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم . * نوع الواو بقوله:" ويهدي: واو عطف تفيد الجمع والمشاركة.
***************************
3- سرْ معي في طُرق العُمْرِ وقلْ أينَ من يحمي الحِمى أو منْ يُلبّي؟
معاني الكلمات: الحمى: ما يُحمى ويدافع عنه .
شرح البيت: يخاطب الشاعر أخاه الفلسطيني طالبا منه أن يسير مع أبناء الشعب الفلسطيني متوحدين متماسكين للدفاع عن وطنهم السليب ، ويستبعد الشاعر متحسرا من خلال الاستفهام أن يكون هناك نصيرا يحمى الأوطان ويلبي نداء أهلها.
* استخدم الشاعر أسلوب الأمر: "سرْ معي في طُرق العُمْرِ وقلْ" يفيد الالتماس.
* استخدم أسلوب الاستفهام:" أينَ من يحمي الحِمى" يفيد الاستبعاد.
* استخدم الجناس الناقص في قوله:" يحمى، الحمى" للدلالة على التحسر لعدم وجود نصير للشعب الفلسطيني لاغناء
الموسيقا الداخلية ، وإثارة انتباه السامع.
* من : اسم موصول بمعنى الذي * يحمي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
* الحمى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.
*****************************
4- فَهنا الأيتامُ في أَدْمُعهمْ وهنا تهوي العَذارى مِثْلَ شُهْبِ
معاني الكلمات: تهوي: تسقط * شهب: النجوم الساطعة التي تتهاوى من السماء.
شرح البيت: يعبر الشاعر عن فئات الشعب الفلسطيني التي عانت التشرد والحزن والانكسار ، فاليتامى يبكون لما حلّ بهم من
موتٍ وتشرد، والفتيات العذارى هتكت أعراضهن فسقطت كالنجوم الساطعة التي تتهاوى من السماء ، دلالة على الضياع .
التصوير الفني: وهنا تهوي العَذارى مِثْلَ شُهْبِ: شبه الفتيات العذارى وقد هتكت أعراضها ، بالنجوم الساطعة التي تتهاوى
من السماء ، وهي توحي بالضياع والإذلال.
* استخدم الأسلوب الخبري: "فَهنا الأيتامُ، وهنا تهوي العَذارى " دلالة على الحزن والأسى والتحسر.
*تهوى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
*العذارى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
**************************
5- وشيوخٍ حَملوا أعوامهمْ مُثْقَلاتٍ بِشظايا كُلِّ خَطْبِ
معاني الكلمات: مثقلات: مليئة بالهموم شظايا:جمع شظية وهي الفلقة من العصا وغيرها * خطب: الأمر الشديد
شرح البيت: يتابع الشاعر لذكر فئات الشعب الفلسطيني التي تعاني من ظلم التشرد والحزن والانكسار فالشيوخ حملوا أعوامهم
المثقلة بالحزن والأسى دلالة على الظلم الذي يواجهونه من ظلم الاحتلال.
التصوير الفني: حَملوا أعوامهمْ : استعارة مكنية، شبه الأعوام بشيء ثقيل يُحْمَل، فحذف المشبه به" الشيء الثقيل" وأبقى
شيئا من لوازمه " يحمل" على سبيل الاستعارة المكنية.
* مُثْقَلاتٍ بِشظايا كُلِّ خَطْبِ: صور الخطوب"المصائب الشديدة" بصورة الشظايا التي تنقسم إلى أجزاء.
* استخدم الأسلوب الخبري: " وشيوخٍ حَملوا أعوامهمْ"، وهنا تهوي العَذارى " دلالة على الحزن والأسى والتحسر.
* نوع الواو في قوله:"وشيوخ" واو رُبَّ وهي حرف جر شبه زائد
*شيوخ: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه مبتدأ .
* محل الجملة الفعلية" حملوا" في محل رفع خبر للمبتدأ
* مثقلات: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الكسر بدل الفتح لأنه جمع مؤنث سالم.
* بشظايا: حرف الجر الباء يفيد الإلصاق.
*************************
6- هُمْ ضحايا الظُّلمِ هَلْ تَعْرِفُهمْ إنهمْ أهلي – على الدَّهر- وَصَحبي
شرح البيت: كل هذه الفئات من أبناء الشعب الفلسطيني " العذارى، والأيتام، والشيوخ" هم ضحايا ظلم الاحتلال، ويسأل
أخاه الفلسطيني الشريك معه في الحزن والتشرد ، هل تعرفهم ، ثم يقرر غنهم أهلي وصحبي طوال الدهر .
* استخدم الأسلوب الخبري: " هُمْ ضحايا الظُّلمِ " دلالة على الحزن والأسى والتحسر.
* استخدم أسلوب الاستفهام" هل تعرفهم" للتقرير والتأكيد.
***************************
الفكرة الثانية: مناجاة فلسطين والتعبير عن الشوق والحنين إلى ربوعه " الأبيات من 7-9"
7- يا فِلَسطينُ وكيف المُلتقى هلْ أرى بَعْدَ النَّوى أقدسَ تُرْبِ؟
معاني الكلمات: النَّوى: البعد
شرح البيت: يناجي الشاعر فلسطين معبرا عن حنينه وشوقه لترابها وربوعها متمنيا أن يرى ترابها المقدس بعد أن أبتعد عنها.
* استخدم أسلوب النداء: "يا فلسطين" وهو أسلوب إنشائي ، الذي يفيد التحسر.
* استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام:" وكيف الملتقي " الذي يفيد التمني .
* استخدم الشاعر الطباق في قوله:" الملتقى، والنوى" للدلالة على التمني بالعودة إلى فلسطين.
* فلسطين: منادى مبني على الضم في محل نصب .
* الملتقى: مصدر ميمي * أقدس : اسم تفضيل .
8- وأرى قلبي على شاطِئها ناشِراً أحلامَهُ العذراءَ قُرْبي
شرح البيت: يتمنى الشاعر أن ينعم قلبه بجمال شواطئ فلسطين وينشر أحلامه الجميلة قربه ،ويهنأ بحياة مليئة بالآمال
والأحلام دلالة على شدة شوقه وحنينه لوطنه
التصوير الفني: صور قلبه بصورة إنسان يجلس على شاطئ بلادة منعما بالحرية ينشر أحلامه بالقرب من الشاعر.
*أرى: من الأفعال التي تنصب مفعولين وهما :
* قلبي: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف
* ناشرا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
* أحلامه: مفعول به منصوب لاسم الفاعل " ناشرا" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
* العذراء: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
***************************
9- وَأرى السمراءَ تَلْهو بالهوى تَهَبُ النّورَ لِعيْنَيْ كُلِّ صَبِّ
معاني الكلمات: تهب: تعطي، تمنح صبِّ: العاشق ، المشتاق * السمراء: رمز لفلسطين
شرح البيت: يتمنى الشاعر أن يرى "السمراء" فلسطين تنعم بحب أهلها وتلهو بالحب والحرية، وتمنح النور لعيون المشتاقين لها من أبنائها الذين شردوا عنها مجبرين.
التصوير الفني: صور فلسطين بصورة الفتاة السمراء فحذف المشبه " فلسطين" وصرح بالمشبه به " السمراء" على سبيل
الاستعارة التصريحية.
**************************
الفكرة الثالثة: زرع الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني " الأبيات من 10-13"
10- أيها الباكي وَهَلْ يُجدي البُكا بعدما أصْبحتَ في كلِّ مَهبِّ
معاني الكلمات: يجدي : ينفع *كل مهب: كل اتجاه وناحية
شرح البيت: يخاطب الشاعر منْ يبكي على ضياع فلسطين بسؤال إنكاري قائلا بأن البكاء لا ينفع لمن أصبح وحيدا معذبا
في أرجاء المعمورة.
* استخدم الشاعر أسلوب النداء بقوله:" أيها الباكي" الذي يفيد التحسر والآسي.
* استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام بقوله:" وَهَلْ يُجدي البُكا" يفيد النفي.
* مهب : اسم مكان " أي مكان هبوب الرياح".
***************************
11- كَفْكِفِ الدَّمعَ وسِرْ في أُفقٍ حافلٍ بالأملِ الضَّاحكِ رَحْبِ
معاني الكلمات: كفكف الدمع: مسحه مرة بعد أخرى * رحب: واسع ، بعيد
شرح البيت: يخاطب الشاعر الإنسان الباكي على ضياع فلسطين قائلا: لأبد من أن تمسح دموعك، وأن تندفع نحو الحياة
المفعمة بالأمل والتفاؤل ، لأن الأمل والتفاؤل هما أساس الحياة.
* استخدم الشاعر أسلوب الأمر:" كفكف الدمع، وسر" الذي يفيد النصح والإرشاد.
* حافل: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة.
* التصوير الفني: حافل بالأمل الضاحك: صور الأمل بصورة إنسان ضاحك فحذف المشبه به ، وأبقى شيئا من لوازمه
"ضاحك" على سبيل الاستعارة المكنية.
* وسر: نوع الواو هي واو العطف التي تفيد الجمع والمشاركة.
***************************
12- نَنْثرُ الأنْجمَ في مَوكِبهِ مَوكبِ الحرِّيةِ الحمراءِ يُصبي
معاني الكلمات: يصبي: يميل إلى الجهل والفتوة.
شرح البيت: يعبر الشاعر عن التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني فداء للوطن، وأن دماء الشهداء والجرحى
هي التي تضيء له سبيل الحرية والاستقلال.
التصوير الفني: ننثر الأنجم: استعارة تصريحية: حيث شبه الشهداء الذين يضيئون طريق الحرية بدمائهم بصورة الأنجم التي
تضيء الطريق ، وحذف المشبه " الشهداء" وصرح بالمشبه به، وهذه الصورة توحي بكثرة الشهداء وعلو منزلتهم.
* الحرية الحمراء: كناية عن كثرة التضحيات، وتوحي بأهمية التضحية في نيل الحرية.
***********************
13- يا أخي ما ضاع منّا وَطنٌ خالِدٌ نحملْهُ في كلِّ قلبِ
شرح البيت: يخاطب الشاعر أخاه محاولا أن يبث الأمل في نفسه قائلا له: بأن الوطن الذي يحمله الأبناء في قلوبهم لا يمكن أن يضيع مهما ابتعدوا عنه وشردوا في سبيله.
* استخدم الشاعر الطباق بين : ضاع وخالد .
***********************
وفق الشاعر في الفكرة الثالثة في رسم صورة للواقع والمستقبل ، وضِّح ذلك
يعكس هذا المقطع رؤية الشاعر للواقع والمستقبل ، حيث يرى أن الأمل والتفاؤل هما أساس الحياة والبقاء ، وأن الوطن
لن يضيع طالما ظل خالدا في نفوسنا وقلوبنا نحميه بأجسادنا ونفديه بأرواحنا
1- وفق الشاعر في استخدام الكلمات القوية المعبرة التي تزرع الأمل في النفوس مثل: " كفكف الدمع، وهل يجدي البكا
سر، الأمل الضّاحك، الأنجم ، ما ضاع منا وطن.
2- وفق في تنوع الأساليب بين الخبرية والإنشائية بما يتوافق مع الناحية الشعورية.
3- استخدام الصور الخيالية الجميلة في قوله:" ننثر الأنجم " والكناية في قوله: " للحرية الحمراء" والمحسنات البديعية
كالطباق بين ضاع و خالد.
***************************
العاطفة: تبدو عاطفة الشاعر صادقة " علل ذلك"
اتسمت العاطفة بالصدق في تصوير النكبة وأثرها على حياة الفلسطيني وخاصة أنه عاش هذه التجربة، وشاهد عن قرب
آثارها المدمرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما اكتوى الشاعر بنار التشرد الذي أصاب شعبه.
الخصائص الأسلوبية :
أولا: اللغة والأسلوب:
1- الألفاظ والتراكيب: أ- الشاعر في اختيار عنوان قصيدته: " المُشرَّد " بسبب: أنه يعكس المضمون الذي تعبر عنه القصيدة
ب- جاءت الألفاظ سهلة واضحة قريبة من لغة الحياة ، اختارها الشاعر من معجم مأساوي يفيض بمعاني البؤس والظلم:
"الجرح ، نحترق، الأيتام، أدمعهم، شظايا، ضحايا، الظلم، الحرية الحمراء، البكا،، ضاع"
2- الأساليب الخبرية والإنشائية: أ- نوع الشاعر بين الأساليب الخبرية والإنشائية "علل ذلك"
لتناسب مع التدفق الشعوري والانفعالي الذي يتماوج داخله بين الهدوء والثوران، فقد افتتح القصيدة بأسلوب نداء يفيد
التحسر والأسى ، ويعقبه بأساليب إنشائية أخرى تسهم غب علو نبرة التوتر والانفعال ، ثم بأساليب خبرية تقريرية
تعكس حالة الانكسار ر والأسى.
ب- يعبر الشاعر عن تجربة شعورية صادقة ، عاشها بذاته ، ومع شعبه أثناء النكبة وبعد وقوعها فجمع في تجربته بين
البعدين الذاتي والإنساني مستخدما الضمائر ، فضمائر المتكلم مثل:" يا أخي، معي، أهلي، أرى، قلبي، قربي"
وتجلت ضمائر المتكلمين والمخاطبين والغائبين في قوله:" نحن، نحترق، حملوا أعوامهم، تعرفهم، تاريخكم"
علل : نوع الشاعر في استخدام الضمائر .
للتأثير في نفس المتلقي وجعله أكثر تعاطفا معه في قضيته ومأساته.
4- المحسنات البديعية: جاءت المحسنات البديعية قليلة وغير متكلفة:
أ- الطباق في قوله:" الملتقى والنوى" ب- الجناس الناقص في قوله:" يحمي، الحمى" ج- التصريح في مطلع القصيدة في قوله " درب، لجنب"
ثانيا: التصوير الفني:
استخدم الشاعر الصور الشعرية الجزئية بشكل مكثف ، تاركا لخياله العنان في رسم أبعادها ومكوناتها، لتسهم في
في تصوير أحاسيسه الدفينة وتبرزها بصورة تجعل المتلقي أكثر انفعالا وتوصلا مع تجربته الشعورية التي يعبر عنها
نوع الشاعر في صوره من تشبيه واستعارة وكناية ومن التشبيهات: تهوي العذارى مثل شهب" ومن الاستعارة المكنية
بقوله:"إن لم نحترق" وقوله:" حملوا أعوامهم" ومن الاستعارة التصريحية قوله:" نثر الأنجم" والكناية في قوله:
" الحرية الحمراء"
ثالثا: الموسيقا:
1- بنى الشاعر قصيدته على نظام البيت التقليدي بشطريه المتساويين
2- جاءت القصيدة على بحر الرمل " فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن"
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس ديسمبر 02, 2010 11:51 am عدل 2 مرات