الرئيسية
أحدث الصور
من طرف عزف على وتر الحرية من سجن رامون
لَكُنّ العزة يا نساءنا.. يا شموع الوطن
الأسير/ معتز محمد فخري الهيموني (أبو غاندي)
سجن رامون – نفحه الصحراوي
على مدار سنوات النضال الفلسطيني.. قدمت المرأة الفلسطينية الكثير من التضحيات، من شهيدات وجريحات، وأسيرات. وشاركن الرجال كل ميادين النضال، فكانت رائدة في كافة الميادين، السياسية، والاجتماعية، وصولاً إلى ميدان المقاومة، وأثبتت من خلال هذه المشاركة قدرتها على تحمل المسؤولية الوطنية، ليس هذا وحسب، بل والإبداع فيها، وتجلى هذا الإبداع بقيامها تلك المعجزة التي أثبتت ان الفلسطيني لا يركع سوى لخالقه، حيث في الوقت حوصر فيه عشرات المقاومين في احد مساجد مدينة بيت حانون أثناء اجتياحها من قبل جيش لا يحترم سوى القوانين العنصرية والإبادة الجماعية، كان الحصار محكماً عليهم، كأحكام السوار على معصم اليد، أقفلت كافة الأبواب، وقطعت عليهم كافة السبل، إلا بوابة السماء والأمل والإرادة بعد أن نفذت ذخيرتهم.
بدأ الجميع يتكهن بمصيرهم، وأطلق العنان لتصوراته، هل سنشهد سيناريو كنيسة المهد المظلم، أو مشهد مقاطعة أريحا الظالم، أو أن يتولاهم الله شهداء وجرحى وأسرى، حيث ان هذا العدو، يعشق القتل. حيث اعتاد ان لا رادع لأعماله الإجرامية، فلا قانون دولي به يعترفون، ولا قانون أخلاقي يحترمون، وجل ما يفعلونه هو ما تمليه عليهم عنصريتهم، وقيادتهم الفاشية، والرأي العام العالمي إما مؤيد واما متفرج، والعالم الرسمي العربي بل ومعه جماهير الشعوب العربية في عداد المفقودين، علنا نجدهم في إحدى الصالات التي تغني بها هيفاء وهبي (الواو بح).
ذهبت تصورات من حولي ومن الأسرى "يمنى ويسرى"، إلى ان كان عالم يتصوره احد منا، لقد كان الفرج بعون الله، على أيدي مجموعة من النسوة، بل من الخنساوات الفلسطينيات، اللواتي خرجن من بيوتهن وتحدين بصدورهن العامرة بالإيمان والإرادة، وتحدين جيش بكامل ما لديه من حقدٍ وكراهية ومبادئ العنصرية وعتاد ليس له حد، خرجن ولديهن هدف محدد.. أن يتحرر هؤلاء المقاومون من حصارهم مهما كلف الأمر من تضحيات.
نعم حددن لأنفسهن هدفاً، وخرجن بمسيرة غاندية سلمية أطلقت عليهن الرصاص، ارتقى منهن شهيدات وسرن دون توقف- فانتصروا. نعم انتصروا على هذا الكم من الجيش الحاقد، وهذه الحدة والعتاد، وأقاموا من أنفسهن دروعاً بشرية، وحررن من كان ليس بإمكان العالم بأسره ان يحررهم، نعم تحرروا بأيدي خنساوات وبإرادتهن القوية.
ما الذي يمكننا ان نتعلمه كشعب وقيادات رسمية وفصائلية، من هذه الخطوة؟ نعم يمكننا أن نتعلم منها الكثير، إن هؤلاء النسوة لم يملكن سلاحاً سحرياً إنما امتلكن هدفاً واضحاً، وحددن وسيلة الوصول إليه، وسرن موحدات بإرادة وتصميم ووصلن وحققنه بجدارة.
لنتكلم من هذا المشهد: أولاً تحديد الطرف القابل لتحقيق وتحديد وسيلة الوصول إليه، وننطلق معاً موحدين إلى تحقيقه، ليس شرطاً القوة، أو العتاد، فللعقل مكانه بل هو الأساس، فحين يدعوك بطل العالم بالمصارعة وأنت لا تملك سوى بنية ضعيف اعمل على جره للعبة شطرنج بعد ان تتقنها.
حيث أن هؤلاء النسوة لم يمتلكن القوة للعب مع هذا الجيش في الميدان الذي أتى للعب فيه، فتحدوه في ميدان الصبر والتصميم، بطريقه سلمية، فوقفت قوة هذا الجيش وترسانته العسكرية حاجزاً أمامهن، وانتصر الرفض السلمي للأوامر العسكرية، ووصلن إلى هدفهن وتحقق الانتصار بعودة المحاصرين إلى بيوتهن.
فثورة غاندي في الهند كانت ثورة سلمية، لم تكن لديه الدبابات ولا الصواريخ ولا حتى الأسلحة الخفيفة، ورغم ذلك انتصر على أكبر قوة بالعالم؟ على مملكةٍ لا تغيب عنها الشمس، وما كان سلاحه سوى الإيمان بعدالة قضيته والإرادة والعزيمة وهدف واحد وواضح، لم يكن لسلطة طامع ولا للجاه جامح، ولم يرفع راية أي تنظيم أو جهة أعلى من علم الهند، فتوحد خلفه الشعب الهندي، فانتصر على عنصرية عدوه وحرر بلاده.
لنحدد الهدف ولنتوحد لتحقيقه بخطة ووسيلة واحدة، لا إجتهادات خارج الإجماع تعطلها؟ ونعمل معاً على بناء حل جزء يتجدد، وصولاً لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولنخفض رايات كافة الفصائل لصالح العلم الفلسطيني. وبالعودة إلى خنساواتنا لقد اثبتن أنهن على قدر المسؤولية، ولكنهن اليوم في ما قمن به خلال اجتياح بيت حانون أثبتن بجلاء إبداعهن في تحمل هذه المسؤولية في ظل هذه الأوضاع العصيبة التي تشهد فيها الساحة الفلسطينية خلافات كثيرة واجتهادات متضاربة.. ولأن المرأة بطبيعتها مخلوق يعمل من أجل الوحدة، قد أصبح واجباً على كافة الفصائل والقيادة السياسية الرسمية، خاصة بعد أن أثبتت التجربة فشل القيادة الذكورية بنسبة 99.9% فشلها أصبح علينا واجب تعزيز تواجد المرأة في مركز صنع القرار الوطني في كافة المواقع الرسمية، خاصة على مستوى موقع الأمانة العامة للفصائل، وطبعاً لا يكفي ان ينحصر دورها في الحكومة على وزارة الشؤون الاجتماعية فقط!!
فلسطيني يتعرض لتحقيق وحشي في اقبية تحقيق المسكوبية
[b]
لَكُنّ العزة يا نساءنا.. يا شموع الوطن
الأسير/ معتز محمد فخري الهيموني (أبو غاندي)
سجن رامون – نفحه الصحراوي
على مدار سنوات النضال الفلسطيني.. قدمت المرأة الفلسطينية الكثير من التضحيات، من شهيدات وجريحات، وأسيرات. وشاركن الرجال كل ميادين النضال، فكانت رائدة في كافة الميادين، السياسية، والاجتماعية، وصولاً إلى ميدان المقاومة، وأثبتت من خلال هذه المشاركة قدرتها على تحمل المسؤولية الوطنية، ليس هذا وحسب، بل والإبداع فيها، وتجلى هذا الإبداع بقيامها تلك المعجزة التي أثبتت ان الفلسطيني لا يركع سوى لخالقه، حيث في الوقت حوصر فيه عشرات المقاومين في احد مساجد مدينة بيت حانون أثناء اجتياحها من قبل جيش لا يحترم سوى القوانين العنصرية والإبادة الجماعية، كان الحصار محكماً عليهم، كأحكام السوار على معصم اليد، أقفلت كافة الأبواب، وقطعت عليهم كافة السبل، إلا بوابة السماء والأمل والإرادة بعد أن نفذت ذخيرتهم.
بدأ الجميع يتكهن بمصيرهم، وأطلق العنان لتصوراته، هل سنشهد سيناريو كنيسة المهد المظلم، أو مشهد مقاطعة أريحا الظالم، أو أن يتولاهم الله شهداء وجرحى وأسرى، حيث ان هذا العدو، يعشق القتل. حيث اعتاد ان لا رادع لأعماله الإجرامية، فلا قانون دولي به يعترفون، ولا قانون أخلاقي يحترمون، وجل ما يفعلونه هو ما تمليه عليهم عنصريتهم، وقيادتهم الفاشية، والرأي العام العالمي إما مؤيد واما متفرج، والعالم الرسمي العربي بل ومعه جماهير الشعوب العربية في عداد المفقودين، علنا نجدهم في إحدى الصالات التي تغني بها هيفاء وهبي (الواو بح).
ذهبت تصورات من حولي ومن الأسرى "يمنى ويسرى"، إلى ان كان عالم يتصوره احد منا، لقد كان الفرج بعون الله، على أيدي مجموعة من النسوة، بل من الخنساوات الفلسطينيات، اللواتي خرجن من بيوتهن وتحدين بصدورهن العامرة بالإيمان والإرادة، وتحدين جيش بكامل ما لديه من حقدٍ وكراهية ومبادئ العنصرية وعتاد ليس له حد، خرجن ولديهن هدف محدد.. أن يتحرر هؤلاء المقاومون من حصارهم مهما كلف الأمر من تضحيات.
نعم حددن لأنفسهن هدفاً، وخرجن بمسيرة غاندية سلمية أطلقت عليهن الرصاص، ارتقى منهن شهيدات وسرن دون توقف- فانتصروا. نعم انتصروا على هذا الكم من الجيش الحاقد، وهذه الحدة والعتاد، وأقاموا من أنفسهن دروعاً بشرية، وحررن من كان ليس بإمكان العالم بأسره ان يحررهم، نعم تحرروا بأيدي خنساوات وبإرادتهن القوية.
ما الذي يمكننا ان نتعلمه كشعب وقيادات رسمية وفصائلية، من هذه الخطوة؟ نعم يمكننا أن نتعلم منها الكثير، إن هؤلاء النسوة لم يملكن سلاحاً سحرياً إنما امتلكن هدفاً واضحاً، وحددن وسيلة الوصول إليه، وسرن موحدات بإرادة وتصميم ووصلن وحققنه بجدارة.
لنتكلم من هذا المشهد: أولاً تحديد الطرف القابل لتحقيق وتحديد وسيلة الوصول إليه، وننطلق معاً موحدين إلى تحقيقه، ليس شرطاً القوة، أو العتاد، فللعقل مكانه بل هو الأساس، فحين يدعوك بطل العالم بالمصارعة وأنت لا تملك سوى بنية ضعيف اعمل على جره للعبة شطرنج بعد ان تتقنها.
حيث أن هؤلاء النسوة لم يمتلكن القوة للعب مع هذا الجيش في الميدان الذي أتى للعب فيه، فتحدوه في ميدان الصبر والتصميم، بطريقه سلمية، فوقفت قوة هذا الجيش وترسانته العسكرية حاجزاً أمامهن، وانتصر الرفض السلمي للأوامر العسكرية، ووصلن إلى هدفهن وتحقق الانتصار بعودة المحاصرين إلى بيوتهن.
فثورة غاندي في الهند كانت ثورة سلمية، لم تكن لديه الدبابات ولا الصواريخ ولا حتى الأسلحة الخفيفة، ورغم ذلك انتصر على أكبر قوة بالعالم؟ على مملكةٍ لا تغيب عنها الشمس، وما كان سلاحه سوى الإيمان بعدالة قضيته والإرادة والعزيمة وهدف واحد وواضح، لم يكن لسلطة طامع ولا للجاه جامح، ولم يرفع راية أي تنظيم أو جهة أعلى من علم الهند، فتوحد خلفه الشعب الهندي، فانتصر على عنصرية عدوه وحرر بلاده.
لنحدد الهدف ولنتوحد لتحقيقه بخطة ووسيلة واحدة، لا إجتهادات خارج الإجماع تعطلها؟ ونعمل معاً على بناء حل جزء يتجدد، وصولاً لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولنخفض رايات كافة الفصائل لصالح العلم الفلسطيني. وبالعودة إلى خنساواتنا لقد اثبتن أنهن على قدر المسؤولية، ولكنهن اليوم في ما قمن به خلال اجتياح بيت حانون أثبتن بجلاء إبداعهن في تحمل هذه المسؤولية في ظل هذه الأوضاع العصيبة التي تشهد فيها الساحة الفلسطينية خلافات كثيرة واجتهادات متضاربة.. ولأن المرأة بطبيعتها مخلوق يعمل من أجل الوحدة، قد أصبح واجباً على كافة الفصائل والقيادة السياسية الرسمية، خاصة بعد أن أثبتت التجربة فشل القيادة الذكورية بنسبة 99.9% فشلها أصبح علينا واجب تعزيز تواجد المرأة في مركز صنع القرار الوطني في كافة المواقع الرسمية، خاصة على مستوى موقع الأمانة العامة للفصائل، وطبعاً لا يكفي ان ينحصر دورها في الحكومة على وزارة الشؤون الاجتماعية فقط!!
فلسطيني يتعرض لتحقيق وحشي في اقبية تحقيق المسكوبية
[b]
