السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف اقدم لكم شرح قصيدة الكروان وانتمى ان تنال اعجابكم
قصيدة الكروان
اسم الشاعر وحياته: عباس محمود العقاد: ولد في أسوان بصعيد مصر سنة 1889م، وهو ذو مواهب وملكات كثيرة كان كاتبا، وشاعرا، وناقدا، ومؤرخا، ولغويا، وسياسيا، وصحفيا، على الرغم من أنه لم يتم إلا المرحلة الابتدائية في دراسته، ونال منزلة عالية في النهضة الأدبية الحديثة بمواهبه، وهمَّته، ودأبه المتواصل، لا بأسرته وماله.
وظائفه: عمل في وظائف حكومية، وفي التدريس، والصحافة الأدبيّة، ثمّ ترفع عن كلِّ هذه الوظائف خوفا من أن تنازِعَهُ عشقه للمعرفة، فتفرغ للثقافة والتأليف، وكان يعقد صالونات أدبية كل يوم جمعة حتى وفاته سنة 1964.
أشهر مؤلفاته: نظم شعرا في أغراض الشعر كلها، وكان مجدداً في شعره، بايعه طه حسين بإمارة الشعر بعد وفاة أحمد شوقي، وقد جاء شعره في عشرين ديوانا منها: "يقظة الصباح"،و "عابر سبيل"، و " هدية الكروان".
مناسبة القصيدة: يُظْهر العقاد في ديوانه" هدية الكروان" فلسفته في الشعر من خلال رؤيته لطائر الكروان في حياته وألحانه، فهو طائر يعيش في أطراف الصحراء، فأحبه العقاد وأحب ألحانه، وكان قد نظم فيه قصيدة أول الأمر ثم عاد بعد مدة يستمع إليه، فأثار أشجانه، ورأى أنه بعكس ما يعتقد الناس من تكرار هتافه، فإنه يجدّدُ معانيه، بناء على تلك الرؤية نظم العقاد عددا من القصائد حاكى فيها طائر الكروان ووضعها في الديوان، أهداه له وسماه"هدية الكروان" .
الفكرة الأولى: نفي الشاعر ما يزعمه الناس أن طائر الكروان يكرر ألحانه. "الأبيات 1-4
1-- زعموك غيْرَ مُجدِّد الألحانِ ظَلموكَ ، بل جَهِلوكَ ، يا كرواني
معاني الكلمات: زعم :ظنّ * الألحان: التغريد
شرح البيت: ينفي الشاعر ما بزعمه الناس بحق طائر الكروان، بأنه يكرر ألحانه ولغته ومعانيه، ويعزي ذلك بأن الناس جهلوا قيمة ذلك الطائر وظلموه بذلك الإدعاء.
*الصورة الفنية :
- ظلموك،جهلوك،يا كرواني000استعارة مكنية شبه الكروان بإنسان فخاطبه 0وسر جمالها التشخيص و توحي بعدم معرفة قيمة طائر الكروان.
استخدم الشاعر أسلوب الخطاب في قوله" زعموك، ظلموك" للتحبب وبيان القرب بينه وبين طائر الكروان.
*الأساليب الإنشائية:
-استخدم أسلوب النداء في قوله:" يا كرواني" للتحبّب، وإنزال البعيد منزلة القريب.
*دلالات الألفاظ وإيحاءاتها:
- زعموك:تدل على بطلان الأدعاء0
- استخدم حرف العطف "بل" الذي يفيد الإضراب ليؤكد على أن الذي دفع الناس إلى هذا الادعاء هو جهلهم لحقيقة الكروان0
*********************************
2- قَدْ غَيَّرتْكَ وما تُغيِّرُ شاعراً عِشرونَ عاماً في طِرازِ بَيانِ
معاني المفردات: طراز: نمط * بيان: بلاغة وفصاحة.
شرح البيت: الأيام استطاعت أن تؤثر على طائر الكروان عشرون عاما ‘ فأصبح يجدد معانيه باستمرار ، ولكن هذه السنين لم تغير في نمط الشعراء التقليدين الذين لا يغيرهم الزمان.
*الصورة الفنية:
- ما تغير شاعرا عشرون عاما: استعارة مكنية فقد شبه الأعوام بالإنسان الذي يغير ، وسر جمالها التشخيص،و توحي بعدم تغيير نمط الشعراء التقليديين و جمودهم0
*دلالات الألفاظ وإيحاءاتها:
- تنكير كلمة شاعر للشمول0
* قد حرف تحقيق لأنه دخل على فعل ماضٍ " غيَّرَ". يفيد التوكد0
*********************************
3- أسمعْتَني بالأمسِ ما لا عَهْدَ لي بسمَاعِهِ في غابر الألحانِ
معاني المفردات: ما لا عهد لي: لم أسمعه من قبل * غابر: قديم * الأمس: أي يوم من الأيام الماضية
شرح البيت: يؤكد الشاعر أن الكروان يجدد ألحانه والدليل أن ما سمعه منه بالأمس من ألحان ومعانٍ جميلة، لم يسمعه من سنوات كثيرة .
* استخدم الشاعر أسلوب الخطاب" أسمعتني": للتحبب وبيان القرب بينه وبين طائر الكروان.
*********************************
4- ورَوَيْتَ لي بالأمس ما لم ترْوِهِ مِنْ نَغمةٍ وَفَصاحةٍ ومعانِ
معاني المفردات: نغمة: موسيقى * فصاحة: بلاغة *معان: مضمون.
شرح البيت: يؤكد الشاعر بأن طير الكروان مجدد في ألحانه ومعانيه ، وهي ليست نفس الألحان التي كان يسمعها في الأيام الماضية .
* يُظهر الشاعر فلسفته في الشعر من خلال طير الكروان، فيشير إلى تجديده في موسيقى الشعر وألفاظه ومعانيه.
* نوع الواو في " نغمة ومعان" حرف عطف، يفيد الجمع والمشاركة.،والتنوع في نغمات الألحان،و من ثم السيطرة و الاستحواذ على المشاعر ة الأحاسيس0
* استخدم الشاعر أسلوب المتكلم" لي" لتأكيد الذات ، وتثبيت التمازج مع المخاطب" طائر الكروان".
الفكرة الثانية: تمازج الشاعر مع طائر الكروان. " الأبيات 5- 8 "
5- أنا في لِسانِكَ حيثُ أَطْلَقَهُ الهَوى مَرَحاً ، وإنْ غَلَبَ السُّرورُ لساني
شرح البيت: يتحد الشاعر مع طائر الكروان، ويشاركه ألحانه، وموسيقاه، ومعانيه، ويقول له بأنه أصبح لسان ذلك الطائر الذي يصيح بمعاني المرح والسرور.
* استخدم الشاعر أسلوب المتكلم" أنا" لتأكيد الذات ، وتثبيت التمازج مع المخاطب" طائر الكروان". * استخدم الشاعر أسلوب الخطاب" لسانك": للتحبب وبيان القرب بينه وبين طائر الكروان
* الصورة الفنية: صور الشاعر معانيه وألفاظه التجديدية بصورة ألحان الطائر المتجددة باستمرار التي تسبب الفرح .
*الهوى: فاعل مرفوع وعلامة رقعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر.
* نوع الواو في قول الشاعر:" وإن غلب" واو الحال
*********************************
6- أنا في ضَميرِكَ حيثُ باحَ فما أرى سِرّاً يُغيِّبهُ ضَميرُ زَماني
*معاني المفردات: باح :أفشى السر و اذاعة * يغيبه :يخفيه0
شرح البيت: يقول الشاعر بأنه أصبح في ضمير ذلك الطائر يبوح كلّ منهما للآخر بكلِّ سرٍّ ستره الزمان.
*التصوير الفني: ضمير زماني000استعارة مكنية فقد شبه الزمان بإنسان له ضمير،وسر جمالها التشخيص وتوحي بحيوية زمان الشاعر و يقظته0
*التكرار في الضمير (أنا) يهدف من خلاله الشاعر توكيد ذاته وإثبات التمازج مع المخاطب (الكروان )0
* استخدم الشاعر أسلوب الخطاب" ضميرك": للتحبب وبيان القرب بينه وبين طائر الكروان
* ما : حرف نفي * ضمير: فاعل مرفوع وعلامة رقعه الضمة الظاهرة .
*********************************
7- أنا منك في القلب الصَّغير مُساجلُ خَفَقَ الرَّبيعُ بذلك الخفقان
*معاني المفردات: مساجل: مفاخر، مبار * خفق: نبض، دقّ
شرح البيت: يقول الشاعر، بأنه أصبح قلب الطائر الصغير الذي يشاركه في الخفقان والتعبير عن جمال الربيع.
*الصورة الفنية: خفق الربيع:استعارة مكنية: شبه الربيع بصورة إنسان له قلب يخفق إعجاب بجمال الطبيعة، وحذف المشبه به " الإنسان" وذكر شيئا من لوازمه " خفق".
* استخدم الشاعر أسلوب الحوار مع الطائر" أنا منك في القلب الصَّغير" بهدف التقرب منه، وبث ما في نفسه إليه.
*********************************
8- أنا مِنْكَ في العينِ التي تَهَبُ الكَرى وتَضِنُّ بالصَّحواتِ والأشجانِ
* معاني المفردات: تهب: تمنح * الكرى: النعاس * تَضِنُّ: تبخل * الأشجان: الأحزان * الصحوات:اليقظة
شرح البيت: يناجي الشاعر طائر الكروان، فهو عينه التي تمنح النعاس، وتبخل عليه بالأحزان.
* الصورة الفنية: استعارة مكنية، صوّر الشاعر العين بصورة " الكائن الحي" فحذف المشبه به" الكائن الحي" وذكر شيئاً من لوازمه يهب وسر جمالها التشخيص0
*تضن بالصحوات و الأشجان000 امتداد للصورة السابقة0
* استخدم الشاعر أسلوب الحوار مع الطائر" أنا منك في العين" بهدف التقرب منه، وبث ما في نفسه إليه.
* استخدم المقابلة في :" تهب الكرى ، وتَضِنُّ بالصحوات" بهدف إظهار حالة الطائر في حياته غير المستقرة.
*********************************