((((( لغة ****البيان )))))

اهلا وسهلا بزائرنا الكريم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

((((( لغة ****البيان )))))

اهلا وسهلا بزائرنا الكريم

((((( لغة ****البيان )))))

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
((((( لغة ****البيان )))))

منتدى يختص بمادة اللغة العربية وكل معلومة ثقافية

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع
        

http://noor-alhaq.blogspot.com

             مدونة في القانون الدولي الانساني

    الشاعر راشد حسين

    فلسطينية الهوية
    فلسطينية الهوية
    Admin


    عدد المساهمات : 183
    نقاط : 489
    التصويت : 1
    تاريخ التسجيل : 21/10/2010
    الموقع : لغة البيان

    الشاعر راشد حسين Empty الشاعر راشد حسين

    مُساهمة من طرف فلسطينية الهوية الأحد مايو 15, 2011 10:49 am

    الشاعر راشد حسين



    نبذة

    - ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .

    - واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة .

    - بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .

    - عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .

    - ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية .

    - عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " .

    - توفي في الأول من شهر شباط عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك ، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك .

    - منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

    أعماله الشعرية :

    مع الفجر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1957م، ط2: القاهرة، 1957م).

    صواريخ (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).

    أنا الأرض لا تحرميني المطر (الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين، بيروت، 1976م).

    كتاب الشعر الثاني / يضم المجموعتين الأولى والثانية (لجنة إحياء تراث راشد حسين ( دار القبس العربية، عكا، 1978م).

    قصائد فلسطينية (لجنة إحياء تراث راشد حسين، القاهرة).

    ديوان راشد حسين / الأعمال الشعربة الكاملة (بيروت).

    الترجمات :

    - حاييم نحمان بياليك: نخبة من شعره ونثره / ترجمة عن العبرية (دار دفير للنشر، تل أبيب، 1966م).

    - النخيل والتمر؛ مجموعة من الأغاني الشعبية العربية، ترجمها بالتعاون مع شاعر يهودي من العربية إلى العبرية.

    - العرب في إسرائيل: تأليف صبري جريس / جزءان، ترجمة الشاعر من العبرية إلى العربية ( مركز الأبحاث، بيروت 1967م).

    البداية



    السخرية والمرارة في شعر راشد حسين

    الثلثاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
    بقلم الدكتور فاروق مواسي

    لا شك في أن الأدب العربي عرف أعلامًا كانت روح السخرية بادية في أدبهم،فمن القدماء كان الجاحظ وابن الرومي..... ومن المحدثين : المازني والحكيم ومارون عبود والشدياق وأسعد رستم وعرار .......

    أما الأدب الساخر في شعرنا الفلسطيني فقد أرسى قواعده راشد حسين ، فهو يجذب انتباهنا في ديوانيه الأولين (مع الفجر) و (صواريخ) بهذه الخطرات أو الومضات التي تشع بألمه ، وتتوهج بمأساته. وها هو يخاطب ابن عمه في الأردن:

    القرية العزلاء يا ابن العم تقرئك السلام

    وبيوتها الوسنى تحيي بنت عمتها الخيام

    فتحية القرية (العزلاء) و (الوسنى) عرَضها راشد بنوع من الحيادية المتألمة، كما توحي (بنت عمتها) بجو السخرية الذي كان قد عمد إليه المتنبي - حين وصف بدر بن عمار وهو يصرع الأسد:

    سمع ابن عمته به وبحاله
    فنجا يهرول منك أمسِ مهولا

    وإهداء السلام كان طريقة شائعة جدًا قبل حرب حزيران ، ولذا يركز عليه الشاعر مرة أخرى، فالشاب الجريح يكتب رسالة ساخرة من الميدان يقول فيها:

    والأذرع المتناثرات هنا هنالك في الطريق

    والليل والموتى وأفواه الخنادق والحريق

    يهدينكم حلو التهاني والتحية والسلام

    فانظر إلى كلمة (حلو) في البيت الأخير تجد أن الشاعر هنا يتدخل ليركز على صورة الألم فأشبعها بمعنى مناقض تمامًا:

    إن الشاعر يختار مواقع المأساة كالخيام السود ، حيث اللاجئون يعيشون في المهجر والغربة:

    لن تصير الخيمة السوداء في المهجر قصرا
    وصديد الجرح والإعياء لن يصبح عطرا
    وجيوش القمل لن تصبح أغنامًـا فتقرى
    ودموع اليتم لن تصبح للأيتام خمرا
    وثمة فتاة بين الخيام ماتت ولم يسعفوها:
    دفنوها في ظلام الليل سرًا دفنوها
    لينالوا مؤن الطفلة من قوت جهنم
    والأنكى أنهم يطالبون هذا اللاجئ أن يقعد ويسكن:
    ومضوا عنه وقالوا:
    عش سعيدًا في جهنم

    فالشاعر نقل صورة من حياة اللاجئين الذين يتقبلون الإعانات والإهانات ، وأنت عندما تقرأ أن جيوش القمل لن تصبح أغنامًا تعرف أن هذه بديهية، ولكن سرعان ما تخطر على بالك صور تدعوك لتعمق المأساة واستغوارها:

    .... هل فمنا يبدو اذا جعنا مخيف
    ليفر الخبز من رؤيتنا
    أم على أفواهنا خطوا حذار اللاجئين

    ثم تسأل هذه الطفلة أبعد من ذلك:

    فلماذا يقلق البدر وصحبه
    أتراهم جوّعوا؟

    وبالمقابل فالشيخ ساهر مع خيالات الشقاء، وعندما يؤذن المؤذن ويقول:

    (حي على الفلاح) يرد الشيخ ميؤوسًا:

    لقد ضحك الفلاح على الصلاح

    من خلال هذه اللقطات التي أوردناها نقل لنا الشاعر صورًا من مآسي اللاجئين، وقد جسّم هذه الصور بشكل ساخر ومرير. أما الطرف الآخر وهو الجندي فسينال الأوسمة. ولكن على أي فضل؟ لندع الجندي يتحدث:

    وننال أوسمة
    على تيتيم أطفال الأنام

    والجندي هذا يطلب في رسالة لأبيه أن يخبر زوجته:

    قولوا لها إني بخير تحت أغطية رقيقــه
    سأظل أنشدها وأكسب يا أبي ثمن الطعام

    فمثل هذه الصورة التي يَلسع فيها راشد تدلنا على كراهية الحرب في نفس الشاعر. هو يقرع ناقوسًا ويحذر من المصير المفجع.

    ومثل هذا الجندي جندي آخر تقترب منه دودة مترددة ، فيخاطبها قائلا:

    يا جارتاه ستنحنين على فم
    ما قبلته سوى معطرة الفمِ
    قلبي عشاؤك فانهمي وتنعمي
    فلأنت أولى من لهيب جهنم

    وإذا سخر الشاعر من أمثال هذين الجنديين ، ومن المصير ، فإنه لا يغفل المتواطئين من بني جلدته ، فيشفي غليله منهم :

    إذا مستعمر طلب المطايا
    أناخوا فالظهور لها رحاب
    وإن عز الركاب أطل تاج
    يقول: أنا لسيدي الركاب

    وقد تبدو هذه الصورة الساخرة حادة ، لكنها لا تقتصر على هؤلاء كما نقم السياب من (المخبر) ، بل إنه يرى أن الناس كلهم هم رقيق ، لأنهم يتشاغلون عن القضية ، ثم لا يلبث أن يتشاءم من سكان الأرض قاطبة، فقد أعلن عن مزاد لتصدير الأباليس الرجيمة إلى السماء:

    وستشتري بعض الملائكة الكبار الأتقياء

    ثم تقدم مسرحية الشقاء لسكان السماء ، حيث رايات الإخاء ، وها هم يرقصون على وصايا الأنبياء ، وينتشر النفاق والرياء ....فالسر هو أساس يعمر به الكون؛ وعندما زال الشر لم يجد السجان له عملاً ، ولم يجد الكاهن من يصغي له ، وأقفل الخمّار حانته وتوصل الشاعر إلى القول:

    لو لم يكن إبليس في أرضنا
    لم يدر بعض الناس ما يأكلون

    أما العرب الذين بقوا في الأرض مع راشد فقد نقل لنا الشاعر صورًا مما عانَوه:

    فأطفال صندلة الذين قُتلوا يثيرون مشاعره ، فيقول قصيدته التي أشهرته – حسب رأيي – وهو يخاطب مرج ابن عامر، ومجرد خطابه للسهل الذي يحمل اسما كأسماء الأعلام يوحي بأكثر من معنى، وها هو يسأله في تجاهل العارف:

    مرج ابن عامر هل لديك سنابل ؟
    أم فيك من زرع الحروب قنابل ؟
    أم حينما عز النبات صنعت من
    لحم الطفـــولة غلـــة تـــتمايـــل ؟
    أحسبت أقلام الرصاص بنادقــــًا
    وبـــأن صبيتنا الصغار جـحافل ؟
    أم أن أوراق الدروس وثائق
    أم في الحقائــــب عــدة وحبائل؟

    ومثل هذه الصور وهذه التساؤلات تجسم المأساة ، وتشيع المرارة ، وتدع الشاعر يتخلص من سَـورة هزئه إلى حميّا غضبه:

    قالوا القنابل عبقري صاغها
    صدقوا.. ولكن عبقري سافل

    ويطالب الشاعر في أكثر من موقف أن نـتساوى بسوانا ، فعن أخيه فتحي يقول:

    وعروقه كعروقكم دماء لا عصير

    وجملة (لا عصير) فيها وخز لمن يظن أنه من دماء لا تقع تحت تصنيف الدماء المعهودة طبيًا. وعندما يسأل أحدهم: لماذا لا تكتب عن الموشاب والكيبوتس ؟ يتعرض له راشد شارحًا عن نظام التصاريح الذي عانى منه طويلاً وحال دون تحقيق ذلك:

    هل يمدح الأزهار من لم يدخل البستان؟

    وتتمثل روح السخرية أيضًا في جو قريته ، حيث يحصل الأعمى ( أبو رباب) على إنذار من ضريبة الدخل ، فهذا النظام لا يرعوي عن مطاردة حتى ضرير على لقمة عيشه:

    ولربما طعن التفاؤل خنجر مر الحساب
    انذار دائرة الضرائب للضرير (أبي رباب)

    روح السخرية في غزلياته:

    لعل العبث النابع من خفة ظل عند الشاعر نجده في كل قصيدة غزل، فعندما يطلب من قلبه أن يصوم عن هواها يجيبه القلب:

    وكيف يصوم فؤاد فتى
    وما أطعموه وما سحّروا
    إذا كان لا بد من أن أصوم
    فإني على قبلة أُفطر

    وهذه الفتاة التي يرى المقدسات على صدرها يطالبها بلفتة ذكية أن ترحل معه:

    وأن المسجد الأقصى أقيم على ربى صدرك فما لعجيبة الإسراء لا تأتي على فكرك ؟

    والشاعر يخاف على خازن جهنم- مالك- من مكر النساء:

    وأخاف ألا يوقد النيران يا ربي لهنه
    فاجعله يا رباه امرأة لتـأمن مكـرهنه

    فاستعمال الكلمات المقدسة والأجواء الدينية في معرض الحديث عن المرأة يحمل في جوانبه سخرية طريفة ..... وعندما تسأله إحداهن أ شاعر؟) يقول لها:

    ........خليه في سرحـــــــاته
    لو كان جدي في الحياة سألته
    أأحب جدتها قبيل وفاتــــــــه ؟

    ثم يستطرد في وصف الجو حتى يخلق لنا نوعًا من المفارقة:

    أشعار قيس أصبحت قرآنه
    فتلا لها تسعين من آياتــــه
    ورمى العمامة جانبًا متبرمًا
    وأحل قبعة على شعراته

    ثم يتدخل الشاعر ويخلص الحبيبة من بين يدي الجد المتهالك العاشق ... ويقول لنا:

    لولا هربت لزجّني في سجنه
    ولضم صاحبتي إلى زوجاته

    ولا نلومن الشاعر على هذا الحب الذي أخذ منه:

    قل لهذا القلب يصبحْ حجرا
    ثم لمني إن أنا أحببته

    ولا شك أن صورًا أخرى كثيرة فيها تتردد وفيها نوع من الدعابة كقوله:

    إنه معلم أربعين ثرثرة ، أو إنها نهبت ما ربحه من المطبعة ، أو يهزأ بها لأنها تسأله عن رقم صندوق البريد في القرية......

    الانفعال عند راشد حسين:

    لعل الانفعال أيضًا ظاهرة من ظواهر البساطة يقولها كأنها مسبة ، وهو بهذه الشتيمة ينال من الطغاة أكثر من مرة:

    وهوى الطغاة أذلة فأعزهم
    كلب وأكبرهم حمار ينهق

    وتتكرر أكثر في ديوانه الثاني على غرار:

    وتراجع الطاغي فخير رجاله
    جرو ينوح وثعلب يصطاد

    ومثل هذا الشعر يذكرنا بهجاء المتنبي لابن كيغلغ:

    وإذا أشار محدثُا فكأنه
    قرد يقهقه أو عجوز تلطم

    ويمتزج الانفعال بالسخرية لدى راشد:

    أضناكم داء السيادة فانثنت
    لتعالج السقماء يا (أسياد)
    جئتم إليها زائرين وقلتم
    لا ترهبونا إننا (رواد)
    يا أحمق الرواد حان رحيلكم
    فمع السلامة أيها (الرواد)

    ففي قوله " مع السلامة " طرد ، وفي تكرار " أيها الرواد" سخرية لاذعة، بالإضافة إلى وضع الكلمات بين أقواس ، فهذا من شأنه أن يلفت نظرنا إلى التهكم الذي عمد إليه.

    المفارقة والصورة:

    ألمحنا سابقًا إلى عامل المفارقة بأنه من أبرز دواعي السخرية عند الشاعر ، وتمثل أحيانًا بصورة قريبة إلى الكاريكاتير يرسمها الشاعر... يقول الشاعر على لسان وزير:

    وأنا الوزير
    لما انحنى البواب مرتعش الفؤاد لمقدمي
    صافحته وكأنني البواب وهو (معلمي)

    وأنا يطل علينا بصورة أخرى صوتية لا نملك إلا إن نتخيلها.... فالعم سلامة:

    الراء نون عنده رغم الخليل وسيبويه

    وسرد القصة الساخرة لا يقف أحيانًا عند لقطة أو ومضة ، بل يتعدى ذلك إلى القصيدة كلها - كما في (من شاب جريح إلى والده) و (قاضي الهوى) و (لغة الأفيون) ، وفي هذه القصيدة الأخيرة يخاطب الشاعر الفلاح الذي خُدع ثم صحا:

    قالوا لك الحقل المبارك والمزارع الغدير
    ولك الزهور الحالمات وما ملكن من العبير
    ولك اخضرار التين والزيتون والأمل الوفير
    ولك الحسان الحور في يوم القيامة والحرير
    أنت الشجاعة والقناعة.......أنت إنسان قدير
    اصبر فرزقك في السماء وفي السما رزق كثير

    وعلى هذا النسق يستمر الشاعر في السخرية من هؤلاء الإقطاعيين الذين يزينون الحياة للفلاح.

    مما تقدم نرى أن الشاعر يستعمل السخرية ، وقديمًا قيل )شر البلية ما يضحك) - يستعملها تنفيسًا وتعبيرًا عن مرارته. وتبرز هذه السخرية في المفارقات - أي بإظهار الصورة وعكسها ، ويطيل الصورة أحيانًا حتى ليكاد يقنعنا بأنه جاد في وصفه.

    إن الشاعر في وطنياته يخز ، وفي غزلياته يعبث ، وفي كلتيهما هو ماكر . أما في أدائه فهو يشبع الكلمة دلالة شعبية وصورة ذكية.

    البداية



    ضد

    ضد أن يجرح ثوار بلادي سنبلة

    ضد أن تدرس أختي عضلات البندقية

    ما الذي يصنعه حتى نبي أو نبية

    خيول القتلة

    ضد أن يثمر ألغاما فؤاد الشجرة

    ضد تحويل حياض الورد في أرضي

    ضد ما شئتم... ولكن

    ورفاقي

    ضد أن يثمر ألغاما فؤاد الشجرة

    ضد أن تصبح أغصان بساتيني مشانق

    ضد تحويل حياض الورد في أرضي

    مشانق

    ضد ما شئتم... ولكن

    بعد إحراق بلادي

    ورفاقي

    وشبابي



    نبذة

    - ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .

    - واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة .

    - بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .

    - عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .

    - ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية .

    - عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " .

    - توفي في الأول من شهر شباط عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك ، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك .

    - منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

    أعماله الشعرية :

    مع الفجر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1957م، ط2: القاهرة، 1957م).

    صواريخ (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).

    أنا الأرض لا تحرميني المطر (الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين، بيروت، 1976م).

    كتاب الشعر الثاني / يضم المجموعتين الأولى والثانية (لجنة إحياء تراث راشد حسين ( دار القبس العربية، عكا، 1978م).

    قصائد فلسطينية (لجنة إحياء تراث راشد حسين، القاهرة).

    ديوان راشد حسين / الأعمال الشعربة الكاملة (بيروت).

    الترجمات :

    - حاييم نحمان بياليك: نخبة من شعره ونثره / ترجمة عن العبرية (دار دفير للنشر، تل أبيب، 1966م).

    - النخيل والتمر؛ مجموعة من الأغاني الشعبية العربية، ترجمها بالتعاون مع شاعر يهودي من العربية إلى العبرية.

    - العرب في إسرائيل: تأليف صبري جريس / جزءان، ترجمة الشاعر من العبرية إلى العربية ( مركز الأبحاث، بيروت 1967م).

    البداية



    السخرية والمرارة في شعر راشد حسين

    الثلثاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
    بقلم الدكتور فاروق مواسي

    لا شك في أن الأدب العربي عرف أعلامًا كانت روح السخرية بادية في أدبهم،فمن القدماء كان الجاحظ وابن الرومي..... ومن المحدثين : المازني والحكيم ومارون عبود والشدياق وأسعد رستم وعرار .......

    أما الأدب الساخر في شعرنا الفلسطيني فقد أرسى قواعده راشد حسين ، فهو يجذب انتباهنا في ديوانيه الأولين (مع الفجر) و (صواريخ) بهذه الخطرات أو الومضات التي تشع بألمه ، وتتوهج بمأساته. وها هو يخاطب ابن عمه في الأردن:

    القرية العزلاء يا ابن العم تقرئك السلام

    وبيوتها الوسنى تحيي بنت عمتها الخيام

    فتحية القرية (العزلاء) و (الوسنى) عرَضها راشد بنوع من الحيادية المتألمة، كما توحي (بنت عمتها) بجو السخرية الذي كان قد عمد إليه المتنبي - حين وصف بدر بن عمار وهو يصرع الأسد:

    سمع ابن عمته به وبحاله
    فنجا يهرول منك أمسِ مهولا

    وإهداء السلام كان طريقة شائعة جدًا قبل حرب حزيران ، ولذا يركز عليه الشاعر مرة أخرى، فالشاب الجريح يكتب رسالة ساخرة من الميدان يقول فيها:

    والأذرع المتناثرات هنا هنالك في الطريق

    والليل والموتى وأفواه الخنادق والحريق

    يهدينكم حلو التهاني والتحية والسلام

    فانظر إلى كلمة (حلو) في البيت الأخير تجد أن الشاعر هنا يتدخل ليركز على صورة الألم فأشبعها بمعنى مناقض تمامًا:

    إن الشاعر يختار مواقع المأساة كالخيام السود ، حيث اللاجئون يعيشون في المهجر والغربة:

    لن تصير الخيمة السوداء في المهجر قصرا
    وصديد الجرح والإعياء لن يصبح عطرا
    وجيوش القمل لن تصبح أغنامًـا فتقرى
    ودموع اليتم لن تصبح للأيتام خمرا
    وثمة فتاة بين الخيام ماتت ولم يسعفوها:
    دفنوها في ظلام الليل سرًا دفنوها
    لينالوا مؤن الطفلة من قوت جهنم
    والأنكى أنهم يطالبون هذا اللاجئ أن يقعد ويسكن:
    ومضوا عنه وقالوا:
    عش سعيدًا في جهنم

    فالشاعر نقل صورة من حياة اللاجئين الذين يتقبلون الإعانات والإهانات ، وأنت عندما تقرأ أن جيوش القمل لن تصبح أغنامًا تعرف أن هذه بديهية، ولكن سرعان ما تخطر على بالك صور تدعوك لتعمق المأساة واستغوارها:

    .... هل فمنا يبدو اذا جعنا مخيف
    ليفر الخبز من رؤيتنا
    أم على أفواهنا خطوا حذار اللاجئين

    ثم تسأل هذه الطفلة أبعد من ذلك:

    فلماذا يقلق البدر وصحبه
    أتراهم جوّعوا؟

    وبالمقابل فالشيخ ساهر مع خيالات الشقاء، وعندما يؤذن المؤذن ويقول:

    (حي على الفلاح) يرد الشيخ ميؤوسًا:

    لقد ضحك الفلاح على الصلاح

    من خلال هذه اللقطات التي أوردناها نقل لنا الشاعر صورًا من مآسي اللاجئين، وقد جسّم هذه الصور بشكل ساخر ومرير. أما الطرف الآخر وهو الجندي فسينال الأوسمة. ولكن على أي فضل؟ لندع الجندي يتحدث:

    وننال أوسمة
    على تيتيم أطفال الأنام

    والجندي هذا يطلب في رسالة لأبيه أن يخبر زوجته:

    قولوا لها إني بخير تحت أغطية رقيقــه
    سأظل أنشدها وأكسب يا أبي ثمن الطعام

    فمثل هذه الصورة التي يَلسع فيها راشد تدلنا على كراهية الحرب في نفس الشاعر. هو يقرع ناقوسًا ويحذر من المصير المفجع.

    ومثل هذا الجندي جندي آخر تقترب منه دودة مترددة ، فيخاطبها قائلا:

    يا جارتاه ستنحنين على فم
    ما قبلته سوى معطرة الفمِ
    قلبي عشاؤك فانهمي وتنعمي
    فلأنت أولى من لهيب جهنم

    وإذا سخر الشاعر من أمثال هذين الجنديين ، ومن المصير ، فإنه لا يغفل المتواطئين من بني جلدته ، فيشفي غليله منهم :

    إذا مستعمر طلب المطايا
    أناخوا فالظهور لها رحاب
    وإن عز الركاب أطل تاج
    يقول: أنا لسيدي الركاب

    وقد تبدو هذه الصورة الساخرة حادة ، لكنها لا تقتصر على هؤلاء كما نقم السياب من (المخبر) ، بل إنه يرى أن الناس كلهم هم رقيق ، لأنهم يتشاغلون عن القضية ، ثم لا يلبث أن يتشاءم من سكان الأرض قاطبة، فقد أعلن عن مزاد لتصدير الأباليس الرجيمة إلى السماء:

    وستشتري بعض الملائكة الكبار الأتقياء

    ثم تقدم مسرحية الشقاء لسكان السماء ، حيث رايات الإخاء ، وها هم يرقصون على وصايا الأنبياء ، وينتشر النفاق والرياء ....فالسر هو أساس يعمر به الكون؛ وعندما زال الشر لم يجد السجان له عملاً ، ولم يجد الكاهن من يصغي له ، وأقفل الخمّار حانته وتوصل الشاعر إلى القول:

    لو لم يكن إبليس في أرضنا
    لم يدر بعض الناس ما يأكلون

    أما العرب الذين بقوا في الأرض مع راشد فقد نقل لنا الشاعر صورًا مما عانَوه:

    فأطفال صندلة الذين قُتلوا يثيرون مشاعره ، فيقول قصيدته التي أشهرته – حسب رأيي – وهو يخاطب مرج ابن عامر، ومجرد خطابه للسهل الذي يحمل اسما كأسماء الأعلام يوحي بأكثر من معنى، وها هو يسأله في تجاهل العارف:

    مرج ابن عامر هل لديك سنابل ؟
    أم فيك من زرع الحروب قنابل ؟
    أم حينما عز النبات صنعت من
    لحم الطفـــولة غلـــة تـــتمايـــل ؟
    أحسبت أقلام الرصاص بنادقــــًا
    وبـــأن صبيتنا الصغار جـحافل ؟
    أم أن أوراق الدروس وثائق
    أم في الحقائــــب عــدة وحبائل؟

    ومثل هذه الصور وهذه التساؤلات تجسم المأساة ، وتشيع المرارة ، وتدع الشاعر يتخلص من سَـورة هزئه إلى حميّا غضبه:

    قالوا القنابل عبقري صاغها
    صدقوا.. ولكن عبقري سافل

    ويطالب الشاعر في أكثر من موقف أن نـتساوى بسوانا ، فعن أخيه فتحي يقول:

    وعروقه كعروقكم دماء لا عصير

    وجملة (لا عصير) فيها وخز لمن يظن أنه من دماء لا تقع تحت تصنيف الدماء المعهودة طبيًا. وعندما يسأل أحدهم: لماذا لا تكتب عن الموشاب والكيبوتس ؟ يتعرض له راشد شارحًا عن نظام التصاريح الذي عانى منه طويلاً وحال دون تحقيق ذلك:

    هل يمدح الأزهار من لم يدخل البستان؟

    وتتمثل روح السخرية أيضًا في جو قريته ، حيث يحصل الأعمى ( أبو رباب) على إنذار من ضريبة الدخل ، فهذا النظام لا يرعوي عن مطاردة حتى ضرير على لقمة عيشه:

    ولربما طعن التفاؤل خنجر مر الحساب
    انذار دائرة الضرائب للضرير (أبي رباب)

    روح السخرية في غزلياته:

    لعل العبث النابع من خفة ظل عند الشاعر نجده في كل قصيدة غزل، فعندما يطلب من قلبه أن يصوم عن هواها يجيبه القلب:

    وكيف يصوم فؤاد فتى
    وما أطعموه وما سحّروا
    إذا كان لا بد من أن أصوم
    فإني على قبلة أُفطر

    وهذه الفتاة التي يرى المقدسات على صدرها يطالبها بلفتة ذكية أن ترحل معه:

    وأن المسجد الأقصى أقيم على ربى صدرك فما لعجيبة الإسراء لا تأتي على فكرك ؟

    والشاعر يخاف على خازن جهنم- مالك- من مكر النساء:

    وأخاف ألا يوقد النيران يا ربي لهنه
    فاجعله يا رباه امرأة لتـأمن مكـرهنه

    فاستعمال الكلمات المقدسة والأجواء الدينية في معرض الحديث عن المرأة يحمل في جوانبه سخرية طريفة ..... وعندما تسأله إحداهن أ شاعر؟) يقول لها:

    ........خليه في سرحـــــــاته
    لو كان جدي في الحياة سألته
    أأحب جدتها قبيل وفاتــــــــه ؟

    ثم يستطرد في وصف الجو حتى يخلق لنا نوعًا من المفارقة:

    أشعار قيس أصبحت قرآنه
    فتلا لها تسعين من آياتــــه
    ورمى العمامة جانبًا متبرمًا
    وأحل قبعة على شعراته

    ثم يتدخل الشاعر ويخلص الحبيبة من بين يدي الجد المتهالك العاشق ... ويقول لنا:

    لولا هربت لزجّني في سجنه
    ولضم صاحبتي إلى زوجاته

    ولا نلومن الشاعر على هذا الحب الذي أخذ منه:

    قل لهذا القلب يصبحْ حجرا
    ثم لمني إن أنا أحببته

    ولا شك أن صورًا أخرى كثيرة فيها تتردد وفيها نوع من الدعابة كقوله:

    إنه معلم أربعين ثرثرة ، أو إنها نهبت ما ربحه من المطبعة ، أو يهزأ بها لأنها تسأله عن رقم صندوق البريد في القرية......

    الانفعال عند راشد حسين:

    لعل الانفعال أيضًا ظاهرة من ظواهر البساطة يقولها كأنها مسبة ، وهو بهذه الشتيمة ينال من الطغاة أكثر من مرة:

    وهوى الطغاة أذلة فأعزهم
    كلب وأكبرهم حمار ينهق

    وتتكرر أكثر في ديوانه الثاني على غرار:

    وتراجع الطاغي فخير رجاله
    جرو ينوح وثعلب يصطاد

    ومثل هذا الشعر يذكرنا بهجاء المتنبي لابن كيغلغ:

    وإذا أشار محدثُا فكأنه
    قرد يقهقه أو عجوز تلطم

    ويمتزج الانفعال بالسخرية لدى راشد:

    أضناكم داء السيادة فانثنت
    لتعالج السقماء يا (أسياد)
    جئتم إليها زائرين وقلتم
    لا ترهبونا إننا (رواد)
    يا أحمق الرواد حان رحيلكم
    فمع السلامة أيها (الرواد)

    ففي قوله " مع السلامة " طرد ، وفي تكرار " أيها الرواد" سخرية لاذعة، بالإضافة إلى وضع الكلمات بين أقواس ، فهذا من شأنه أن يلفت نظرنا إلى التهكم الذي عمد إليه.

    المفارقة والصورة:

    ألمحنا سابقًا إلى عامل المفارقة بأنه من أبرز دواعي السخرية عند الشاعر ، وتمثل أحيانًا بصورة قريبة إلى الكاريكاتير يرسمها الشاعر... يقول الشاعر على لسان وزير:

    وأنا الوزير
    لما انحنى البواب مرتعش الفؤاد لمقدمي
    صافحته وكأنني البواب وهو (معلمي)

    وأنا يطل علينا بصورة أخرى صوتية لا نملك إلا إن نتخيلها.... فالعم سلامة:

    الراء نون عنده رغم الخليل وسيبويه

    وسرد القصة الساخرة لا يقف أحيانًا عند لقطة أو ومضة ، بل يتعدى ذلك إلى القصيدة كلها - كما في (من شاب جريح إلى والده) و (قاضي الهوى) و (لغة الأفيون) ، وفي هذه القصيدة الأخيرة يخاطب الشاعر الفلاح الذي خُدع ثم صحا:

    قالوا لك الحقل المبارك والمزارع الغدير
    ولك الزهور الحالمات وما ملكن من العبير
    ولك اخضرار التين والزيتون والأمل الوفير
    ولك الحسان الحور في يوم القيامة والحرير
    أنت الشجاعة والقناعة.......أنت إنسان قدير
    اصبر فرزقك في السماء وفي السما رزق كثير

    وعلى هذا النسق يستمر الشاعر في السخرية من هؤلاء الإقطاعيين الذين يزينون الحياة للفلاح.

    مما تقدم نرى أن الشاعر يستعمل السخرية ، وقديمًا قيل )شر البلية ما يضحك) - يستعملها تنفيسًا وتعبيرًا عن مرارته. وتبرز هذه السخرية في المفارقات - أي بإظهار الصورة وعكسها ، ويطيل الصورة أحيانًا حتى ليكاد يقنعنا بأنه جاد في وصفه.

    إن الشاعر في وطنياته يخز ، وفي غزلياته يعبث ، وفي كلتيهما هو ماكر . أما في أدائه فهو يشبع الكلمة دلالة شعبية وصورة ذكية.

    البداية



    ضد

    ضد أن يجرح ثوار بلادي سنبلة

    ضد أن تدرس أختي عضلات البندقية

    ما الذي يصنعه حتى نبي أو نبية

    خيول القتلة

    ضد أن يثمر ألغاما فؤاد الشجرة

    ضد تحويل حياض الورد في أرضي

    ضد ما شئتم... ولكن

    ورفاقي

    ضد أن يثمر ألغاما فؤاد الشجرة

    ضد أن تصبح أغصان بساتيني مشانق

    ضد تحويل حياض الورد في أرضي

    مشانق

    ضد ما شئتم... ولكن

    بعد إحراق بلادي

    ورفاقي

    وشبابي

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 5:11 am