بسم اللهالرحمن الرحيم
وصية عمرو بن كلثوم
عمرو بن كلثوم التغلبيّ
(1) أوصى عمرو بن كلثوم التغلبيبنية فقال :
" يا بنيّ " إنِّي قدبلغت من العمر ما لم يبلغ أحد من أبائي وأجدادي ، ولا بد من أمر مقتبل ، وأن ينزل بي ما نزلبالأباء والأجداد ، والأمهات والأولاد ، فأحفظوا عني ما أوصيكم به".
(يا بنيَّ) في ندائه لأبنائهتحبب إليهم . بدأ المُوْصِي بأداتي توكيد هما (إنَّ / قد) ؛ وبذا يصبح ضرب الخبر انكارياً،ولجأ إلى هذا الضرب حتى لا يترك مجالاً لعدم العمل بما سيقول. والغرض عموماً فيالوصية هو النصح والإرشاد والحث على فضائل الأخلاق ، (أمر مقتبل) (ما نزلبالاباء والأجداد ) كنايةعن موصوف وهو الموت ، في الإشارة إلى التقدم في العمر حتى يُكْسِبَ أراءه قوة؛ ناتجة عن عَرْكِهِالحياة ، والإشارة إلى موته إيحاء بأن هذه ربما تكون الفرصة الأخيرة ، (الاجداد – الأولاد) سجع . ولقد طوع الناثر في ترتيب الكلام ليناسب السجعة . في إطالةالمقدمة المتمثلة في تقدمه في العمر مع قرب موته تشويق ؛لإثارة خيالهم لِمَايودُّ أنْ يقول .
المعنى اللغوي للفقرة:
يا أولادي ، لقد وصلت مرحلة منالعمر غير مسبوقة ، ولكن مع هذا فلابد أن يأتيني الذي يأتي الجميع ، وهو الموت ؛ لذااحفظوا -عني - ما أودُّ أن أُوصيكم به .
(2) إنِّي والله ، ماعَيَّرْتُُ رجلاً إلا عُيِّر بي مثله ، إن حقاً فحقاً ، وإن باطلاً فباطلاً ، ومن سبَّ سُبِّ، فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لاعراضكم ، وصلوا أرحامكم تَعْمُرْ دوركم ، وأكرمواجاركم يَحْسُنْ ثناؤكم .
(إنَّ/ والله / فإنّ ) أدواتتوكيد للخبر ؛ لذا فضرب الخبرإنكاري، وغرضه الحث على مكارم الأخلاق . (ماعيرت..إلاعير..)قصر،عن طريق النفي والاستثناء . الأفعال ( عيِّر/ سُبِّ ) محذوف فاعلها؛بغرض التركيز على الفعل بغض النظرعن الفاعل . (إن حقاً فحقاوإن باطلاًفباطلا) فيه إيجاز بليغ ؛ وصل إليه عن طريق حذف فعل الشرط (المقدر بـ كان )مع اسمه ، واكتفى بخبره ، - كذلك فعل في الجواب - وذلك في الجملتينمُرَكِّزاًً على المسند ، وهو حق وباطل ، وهماالأقوى والأهم في الجملة ، وفي العبارة طباق ايجاب . (سبَّ) حذف المفعول به ؛ بغرض التركيز علىصدور الفعل من الفاعل ، اعتمد في ثلاثة الجمل الأخيرة أسلوب الطلب ، وما يترتب عليه مننتيجة ؛ وفي ذلك ربط للفعل بنتائجه ، وتشجيع على الفعل ؛ لأن النتائجالمطروحة هي ما يُرْغَبْ فيه، وهو وسيلة للاقناع بذكر الدليل .
المعنى اللغوى للفقرة :
يقسم الناثر ذاكراً أنَّهُ لميُعَيِّرْ أحداً من قبل ؛ وإلا كانت النتيجة أن حاول آخر تعييره ، - سواء كان ذلك التعييرامراً حقيقياً او افتراء وبهتاناً - ؛ لذا فالأمر العام ، إنَّ مَنْ يسبُّ أحداًفهو - حتماً- سيتعرض للسبِّ؛ ولكي يسلم الشرف ؛ فيجب الامتناع عن الشتم ، وذلك بصون العرض . أمَّا امتلاء الدور بالناس - وهو أمرمرغوب فيه - ؛ فيأتي بزيارة الأهل ، ومودتهم ، وحسن التعامل معهم . أمَّا الوصول إلىالثناء الحسن الجميل ؛ فيكون بإكرام الجار؛ لأن به يكون سير الركبان(الشهرة الحسنة ) .
(1) وقلَّ مَنْ انتهك حرمةلغيره إلا انتهكت حرمته، وأمنعوا القريب من ظلم الغريب؛ فإنَّك تذَُّلُّ على قريبك، ولايحلُّ بك ذلُّ غريبك.
(الغريب – القريب) لتشابه اللفظمع اختلاف المعنى ؛ بينهماجناس غيرتام ؛ بسبب اختلاف نوع الحروف . ولأنَّ المعنيينِمتضادانِ ؛ لذا من ناحية أخرى بينهما طباق ايجاب . ونفس الأمر ينطبق على (غريبك –قريبك). ومَنْعُ الأقرباء من ظلم الغرباء ، فيه دعوة للمحبة ، وجعلالغريب لايحس الوحشة بين قوم الناثر . وربما كان ناتجا من احتكاك قبيلة تغلببمراكز الحضارة في العراق . والفكرة كما ترى فكرة حضرية .
المعنى اللغوى :
نادراً ما يحدث ألا يتعرضالانسان للتعدي على حرماته، ما دام كثير التعدي على حرمات الاخرين ، وعليكم ان تحولوا بينأهلكم وظلم ضيوفكم الغرباء عنكم ؛ فإن ذلك العار الناتجمن ظلم الأهل لضيوفكم الغرباء يقع على عاتقكم، ولكن العكس ليس بصحيح .
(2) وإذاحُدِّثْتُمْ فَعُوْا ،وإذا حَدَّثْتُمْ فَاَوْجِزُوْا ، فإنَّهُ مع الإكثار يكون الإهذار ، وما بكيت من زمانإلا دهاني بعده زمان ، وما عجبت من أحدوثة إلا رأيت بعدها أعجوبة ، وخيرالموت تحتظلال السيوف ، ولا خير في مَنْ لا روية له عند الغضب ، ومِن الناس مَنْلايُرْجَى خيرُهُ ، ولا يُخاف شرُّهُ ، سلمكم الله وحياكم .
(حُدِثْتُمْ) حذف الفاعل ؛ بغرضالإيجاز، والتركيز على الفعل؛ وفي ذلك قيمة خلقية عالية ؛ لأن الوعي للحديثالمُوَجَه إليك بغض النظر عن مُوَجِة الحديث ،( حَدَّثْتُمْ )حذف المفعول به ؛للإيجاز والتعميم .(الإكثار – الإهذار) سجع . وجملة (فانه .. الاهذار) ؛ دليل على صحةالتوجيه (أوجزوا) . (ماعجبت ..إلا رأيت) قصر ، عن طريق النفي والاستثناء ، فقد قصر صفة العجب من الأمر الغريب ، على موصوف هو رؤيةأعجوبة تفوقها، والغرض من القصر هو الحث على الصبر، والحكمة في تناول أمور الحياة،وهذا أيضاً في قوله: (ما بكيت من زمان إلا دهاني بعده زمان). (خيرالموت تحت ظلال السيوف) كناية عن الموت فى ساحة المعركة ، وهذه الفكرةكثيرة في الشعر العربي ؛ فقد قال في ذلك السموأل :
وما مات منَّا سيِّد حتف أنـفه ** ولا طُلَّ منَّا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا ** وليست على غير السيوف تسيل
ولقد عبر عنها الجهنيُّ في عجزبيته: .... وكان القتل للفتيان زينا) وواضح أنَّ عمراً يشجع أبناءه على هذا، ويرفض أنْيكونوا جبناءَ؛ لأنَّ هذا هو العار. (لاخير فيمَنْ لا روية له عند الغضب) كناية عنصفة الحلم ، والحكمة في العبارة واضحة ويشبه قول النابغة :
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ** حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
والفكرة تقول إنَّ الغضب يحتاجإلى حِلْمٍ ، وحكمة لمواجهته. (لايُرْجَى خيره – لايُخَاف شره) كناية عن صفة السلبيةالمطلقة، وفيها تحذير مِنْ أنْ يكونوا مِنْ هذا النوع . ومن ناحية بديعية، فيها مقابلة؛ لأنَّ يرجى هنا فيها طلب وفي الخوف امتناع . وقد حذف الفاعل ؛ للإيجاز،والتركيز على الفعل من الفاعل .
المعنى اللغوي :
إنْ خاطبكم شخص ما بكلامفافهموا ما يوجه إليكم من حديث ، وإن كنتم المنكلمين ؛ فالجأوا للإختصارفي ملامكم ولاتطيلوا؛ لأنَّ الإطالة تقود إلى لغو الحديث وفارغه ، وكلما تصور الإنسان أن ما يصيبه من حزن قد بلغ الغاية ،إلا واكتشف أن هناك ما هو أدهى ، وأكثر ألما ، وعجائب الدنيا لاتنقضي ، ولاتكمل ،والعاقل مَنْ لا ينخدع بها ، وأفضل ميتة للإنسان في ساحة الوغى ؛لأنهاميتة الشجعان والأبطال، وبعض الناس غير مؤثرين في حياة الآخرين ؛ فلاتكونوا مثلهم ، بل كونوا من الذين ينتظر منهم الناس الفضل ، وينتبه الناسلأمرهم ، جعلكم الله مِنْ هؤلاء ، ونجَّاكم مِنْ كلِّ شرٍّ
وصية عمرو بن كلثوم
عمرو بن كلثوم التغلبيّ
(1) أوصى عمرو بن كلثوم التغلبيبنية فقال :
" يا بنيّ " إنِّي قدبلغت من العمر ما لم يبلغ أحد من أبائي وأجدادي ، ولا بد من أمر مقتبل ، وأن ينزل بي ما نزلبالأباء والأجداد ، والأمهات والأولاد ، فأحفظوا عني ما أوصيكم به".
(يا بنيَّ) في ندائه لأبنائهتحبب إليهم . بدأ المُوْصِي بأداتي توكيد هما (إنَّ / قد) ؛ وبذا يصبح ضرب الخبر انكارياً،ولجأ إلى هذا الضرب حتى لا يترك مجالاً لعدم العمل بما سيقول. والغرض عموماً فيالوصية هو النصح والإرشاد والحث على فضائل الأخلاق ، (أمر مقتبل) (ما نزلبالاباء والأجداد ) كنايةعن موصوف وهو الموت ، في الإشارة إلى التقدم في العمر حتى يُكْسِبَ أراءه قوة؛ ناتجة عن عَرْكِهِالحياة ، والإشارة إلى موته إيحاء بأن هذه ربما تكون الفرصة الأخيرة ، (الاجداد – الأولاد) سجع . ولقد طوع الناثر في ترتيب الكلام ليناسب السجعة . في إطالةالمقدمة المتمثلة في تقدمه في العمر مع قرب موته تشويق ؛لإثارة خيالهم لِمَايودُّ أنْ يقول .
المعنى اللغوي للفقرة:
يا أولادي ، لقد وصلت مرحلة منالعمر غير مسبوقة ، ولكن مع هذا فلابد أن يأتيني الذي يأتي الجميع ، وهو الموت ؛ لذااحفظوا -عني - ما أودُّ أن أُوصيكم به .
(2) إنِّي والله ، ماعَيَّرْتُُ رجلاً إلا عُيِّر بي مثله ، إن حقاً فحقاً ، وإن باطلاً فباطلاً ، ومن سبَّ سُبِّ، فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لاعراضكم ، وصلوا أرحامكم تَعْمُرْ دوركم ، وأكرمواجاركم يَحْسُنْ ثناؤكم .
(إنَّ/ والله / فإنّ ) أدواتتوكيد للخبر ؛ لذا فضرب الخبرإنكاري، وغرضه الحث على مكارم الأخلاق . (ماعيرت..إلاعير..)قصر،عن طريق النفي والاستثناء . الأفعال ( عيِّر/ سُبِّ ) محذوف فاعلها؛بغرض التركيز على الفعل بغض النظرعن الفاعل . (إن حقاً فحقاوإن باطلاًفباطلا) فيه إيجاز بليغ ؛ وصل إليه عن طريق حذف فعل الشرط (المقدر بـ كان )مع اسمه ، واكتفى بخبره ، - كذلك فعل في الجواب - وذلك في الجملتينمُرَكِّزاًً على المسند ، وهو حق وباطل ، وهماالأقوى والأهم في الجملة ، وفي العبارة طباق ايجاب . (سبَّ) حذف المفعول به ؛ بغرض التركيز علىصدور الفعل من الفاعل ، اعتمد في ثلاثة الجمل الأخيرة أسلوب الطلب ، وما يترتب عليه مننتيجة ؛ وفي ذلك ربط للفعل بنتائجه ، وتشجيع على الفعل ؛ لأن النتائجالمطروحة هي ما يُرْغَبْ فيه، وهو وسيلة للاقناع بذكر الدليل .
المعنى اللغوى للفقرة :
يقسم الناثر ذاكراً أنَّهُ لميُعَيِّرْ أحداً من قبل ؛ وإلا كانت النتيجة أن حاول آخر تعييره ، - سواء كان ذلك التعييرامراً حقيقياً او افتراء وبهتاناً - ؛ لذا فالأمر العام ، إنَّ مَنْ يسبُّ أحداًفهو - حتماً- سيتعرض للسبِّ؛ ولكي يسلم الشرف ؛ فيجب الامتناع عن الشتم ، وذلك بصون العرض . أمَّا امتلاء الدور بالناس - وهو أمرمرغوب فيه - ؛ فيأتي بزيارة الأهل ، ومودتهم ، وحسن التعامل معهم . أمَّا الوصول إلىالثناء الحسن الجميل ؛ فيكون بإكرام الجار؛ لأن به يكون سير الركبان(الشهرة الحسنة ) .
(1) وقلَّ مَنْ انتهك حرمةلغيره إلا انتهكت حرمته، وأمنعوا القريب من ظلم الغريب؛ فإنَّك تذَُّلُّ على قريبك، ولايحلُّ بك ذلُّ غريبك.
(الغريب – القريب) لتشابه اللفظمع اختلاف المعنى ؛ بينهماجناس غيرتام ؛ بسبب اختلاف نوع الحروف . ولأنَّ المعنيينِمتضادانِ ؛ لذا من ناحية أخرى بينهما طباق ايجاب . ونفس الأمر ينطبق على (غريبك –قريبك). ومَنْعُ الأقرباء من ظلم الغرباء ، فيه دعوة للمحبة ، وجعلالغريب لايحس الوحشة بين قوم الناثر . وربما كان ناتجا من احتكاك قبيلة تغلببمراكز الحضارة في العراق . والفكرة كما ترى فكرة حضرية .
المعنى اللغوى :
نادراً ما يحدث ألا يتعرضالانسان للتعدي على حرماته، ما دام كثير التعدي على حرمات الاخرين ، وعليكم ان تحولوا بينأهلكم وظلم ضيوفكم الغرباء عنكم ؛ فإن ذلك العار الناتجمن ظلم الأهل لضيوفكم الغرباء يقع على عاتقكم، ولكن العكس ليس بصحيح .
(2) وإذاحُدِّثْتُمْ فَعُوْا ،وإذا حَدَّثْتُمْ فَاَوْجِزُوْا ، فإنَّهُ مع الإكثار يكون الإهذار ، وما بكيت من زمانإلا دهاني بعده زمان ، وما عجبت من أحدوثة إلا رأيت بعدها أعجوبة ، وخيرالموت تحتظلال السيوف ، ولا خير في مَنْ لا روية له عند الغضب ، ومِن الناس مَنْلايُرْجَى خيرُهُ ، ولا يُخاف شرُّهُ ، سلمكم الله وحياكم .
(حُدِثْتُمْ) حذف الفاعل ؛ بغرضالإيجاز، والتركيز على الفعل؛ وفي ذلك قيمة خلقية عالية ؛ لأن الوعي للحديثالمُوَجَه إليك بغض النظر عن مُوَجِة الحديث ،( حَدَّثْتُمْ )حذف المفعول به ؛للإيجاز والتعميم .(الإكثار – الإهذار) سجع . وجملة (فانه .. الاهذار) ؛ دليل على صحةالتوجيه (أوجزوا) . (ماعجبت ..إلا رأيت) قصر ، عن طريق النفي والاستثناء ، فقد قصر صفة العجب من الأمر الغريب ، على موصوف هو رؤيةأعجوبة تفوقها، والغرض من القصر هو الحث على الصبر، والحكمة في تناول أمور الحياة،وهذا أيضاً في قوله: (ما بكيت من زمان إلا دهاني بعده زمان). (خيرالموت تحت ظلال السيوف) كناية عن الموت فى ساحة المعركة ، وهذه الفكرةكثيرة في الشعر العربي ؛ فقد قال في ذلك السموأل :
وما مات منَّا سيِّد حتف أنـفه ** ولا طُلَّ منَّا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا ** وليست على غير السيوف تسيل
ولقد عبر عنها الجهنيُّ في عجزبيته: .... وكان القتل للفتيان زينا) وواضح أنَّ عمراً يشجع أبناءه على هذا، ويرفض أنْيكونوا جبناءَ؛ لأنَّ هذا هو العار. (لاخير فيمَنْ لا روية له عند الغضب) كناية عنصفة الحلم ، والحكمة في العبارة واضحة ويشبه قول النابغة :
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ** حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
والفكرة تقول إنَّ الغضب يحتاجإلى حِلْمٍ ، وحكمة لمواجهته. (لايُرْجَى خيره – لايُخَاف شره) كناية عن صفة السلبيةالمطلقة، وفيها تحذير مِنْ أنْ يكونوا مِنْ هذا النوع . ومن ناحية بديعية، فيها مقابلة؛ لأنَّ يرجى هنا فيها طلب وفي الخوف امتناع . وقد حذف الفاعل ؛ للإيجاز،والتركيز على الفعل من الفاعل .
المعنى اللغوي :
إنْ خاطبكم شخص ما بكلامفافهموا ما يوجه إليكم من حديث ، وإن كنتم المنكلمين ؛ فالجأوا للإختصارفي ملامكم ولاتطيلوا؛ لأنَّ الإطالة تقود إلى لغو الحديث وفارغه ، وكلما تصور الإنسان أن ما يصيبه من حزن قد بلغ الغاية ،إلا واكتشف أن هناك ما هو أدهى ، وأكثر ألما ، وعجائب الدنيا لاتنقضي ، ولاتكمل ،والعاقل مَنْ لا ينخدع بها ، وأفضل ميتة للإنسان في ساحة الوغى ؛لأنهاميتة الشجعان والأبطال، وبعض الناس غير مؤثرين في حياة الآخرين ؛ فلاتكونوا مثلهم ، بل كونوا من الذين ينتظر منهم الناس الفضل ، وينتبه الناسلأمرهم ، جعلكم الله مِنْ هؤلاء ، ونجَّاكم مِنْ كلِّ شرٍّ